يعتبر عيد القديسين الهالويين لدى الشعب الأمريكي من اكثر الأعياد جلبا للفرح والساعادة المصحوبة ببعض المقالب المرعبة الا انه منذ ما يقارب العام ونيف اثناء الاحتفالات بهذا العيد تناول الرأي العام الأمريكي قصة بعض الأصدقاء الذين اشتروا نوعا من بودرة الأطفال أو (التلك) ووضعوها في مغلف هدايا بين طيات رسالة التهنئة بالعيد وارسلوها عبر البريدالجوي لأحد أصدقائهم في ولاية أخرى . ورغم ان الأمر لا يعدو كونه مجرد دعابة بين بعض الأصدقاء الذين ارادوا لصاحبهم ان يشاركهم متعة العيد إلا انهم فوجئوا بعملاء الحكومة الفدرالية يستدعونهم للاستجواب عن ماهية هذه البودرة لأن صاحبهم ظن وليس كل الظن اثم ان احده بعث اليه بجرثومة الجمرة الخبيثة ليتحول الأمر من مجرد (مزحة) سخيفة الى جريمة فدرالية يعاقب عليها القانون في بلاد يكفل فيها ذات القانون حرية التعبير عن الرأي والشعور والمزاح بما يناسب روح هذا العيد.. المغزى من هذه القصة ان الخوف من الأمراض الوبائية شعور انساني بحت يمتلكه الأغنياء كما الفقراء تماما ولا علاقة له بأكبر دولة في العالم الأول او اصغر دولة في ذيل العالم الثالث لذا فانه من حق المواطن في بلادنا ان يدرك حقيقة وكنه هذه الحمى الغريبة التي تحصد الأرواح خاصة في مناطق ولاية ال جزيرة والتي سارع أصحاب الشأن بنفي ان تكون أعراضها المشابهة لحمى (ايبولا) هي اعراض هذا الوباء الفتاك وشرعوا في تطمين المواطنين بأنها مجرد الملاريا الخبيثة بدأت اعراضها في الظهور النوعي لدى بعض الأشخاص وحتى ان كان الأمر لا يعدو مجرد ملاريا خبيثة فإنه يجب اخذ الحيطة والحذر لأن السودان كبلد مفتوح الحدود متعدد المنافذ ليس بمنأى عن خطر ظهور بعض حالات ايبولا كما اننا قد لا نملك الوسائل الكافية وفي ظل الامكانيات المتاحة عبر المنافذ البرية او البحرية أو الجوية للتحقق من سلامة كل الموطنين أو المغادرين لذا فانه يجب على الجهات المعنية على اقل تقدير توفير أدنى درجات الوعي والارشاد للتعامل مع مخاطر هذا الوباء الفتاك الذي يسميه البعض (طاعون) العصر الحديث وهذا أفضل بكثير من البكاء لاحقا على اللبن المسكوب او دفن الرؤوس في الرمال. من المؤسف جدا في ظل التقدم العلمي وكل هذه الجهود المبذولة من الشركاء في المنظمات الطوعية والجهات المعنية ان يحصد مرض الملاريا أرواح الكثيرين هذه الأيام والمؤسف اكثر ان يتداول النشاط عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعضهم أطباء صور هذه الطفلة البريئة التي فاضت روحها الطاهرة وهي تنزف عبر فمها واذنها لتسري الشائعات المصحوبة بالهلع بين الناس قبل ان يتحرى أهل الأختصاص عن كنه هذا المرض وما بين ايبولا والملاريا وبعض الشائعات ارواح تصعد الى بارئها نتيجة الجهل والتجاهل وشح الامكانيات.