نشرت منظمة مراسلون بلا حدود تقريرها لسنة 2010 فى العشرين من اكتوبر الجارى والذى يتضمن تصنيفاً سنوياً لأوضاع حرية الصحافة ببلدان العالم المختلفة. ومراسلون بلاحدود Reporters Without Borders هى منظمة غربية معنية بقضايا الحريات الصحافية بمفهومها الشامل للصحافة المطبوعة والصحافة الإذاعية والصحافة الإلكترونية وتقول أنها تناضل يومياً ليستعيد الإعلام حقوقه فى عالم يعيش أكثر من ثلث سكانه فى بلاد تنتفى حرية الصحافة فيها . تحصل منظمة مراسلون بلاحدود على معلوماتها من خلال الرصد الدائم لأى تجاوز أو إنتهاك وذلك من خلال المعلومات التى يزودها بها أكثر من مائة مراسل يغطون قارات العالم الخمس . قابلت أكثر من مرة مندوبين وموفدين لهذه المنظمة داخل وخارج السودان وكان نقاشنا يدور حول المعايير التى تضعها المنظمة لقياس حرية الصحافة والتى لايمكن توحيدها لرصد حالة الحرية بين الدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية من جهة والدول العربية والأفريقية والأسيوية من الجهة المقابلة إذ طبيعة المجتمع وعاداته وتقاليده وعقيدته وحركته غير السياسية وبعيداً عن الهيمنة وسيطرة الحكومات تشكل شكلاً ما من أشكال الإنتهاك لحرية الصحافة وبالتالى تؤدى الى تراجع هذه الدول فى مؤشر الحرية الصحفية . كذلك كثيراً ماتناقشنا فى إخضاع المعلومات التى تصل الى المنظمة عن وضع الصحافة فى بلد ما إلى مقاييس للصدق والتثبت من صحتها وألا تكون متحيزة او متحاملة أو انتقائية ومن جهة أخرى يتطرق النقاش الى أوضاع دول فى مناطق ما من اقليمنا تتصدر قائمة الدول التى ترعى حرية الصحافة وفى الواقع الصحافة فيها مملوكة بشكل أو بآخر لجهات رسمية كما وأن الصحفيين الذين يديرون النشاط الصحفى موظفون رسميون من المواطنين أو المتعاقدين ورغم ذلك يرفع مؤشر قياس الحرية الصحفية فيها مكاناً علياً فى الحرية الصحفية ولاتجرؤ هذه الصحف على نقد حكامها ولا وزرائها ولانظامها السياسي والاجتماعى والثقافى . الحرية الصحفية فى السودان وفقاً لتقرير مراسلون بلاحدود للعام 2010 تراجعت وجاء فى المرتبة 172 بعد إن كان فى العام 2009 فى المرتبة 148 وفى العام 2008 فى المرتبة 136 وكان سبب فقد السودان 24 درجة هو اغلاق بعض الصحف وسجن بعض الصحفيين وعودة الرقابة القبلية واستمرارها لفترات طويلة وتجديدها بين فترة وأخرى ولا أدرى عما إذا كانت الانتهاكات التى تشهدها الساحة الاعلامية من قبل حكومة الجنوب قد رصدت من قبل مراسل مراسلون بلاحدود فى السودان ام اقتصر الامر على جريدة رأى الشعب وصحفييها فى شمال السودان إذ هى فقط بالفعل التى ظهرت فى تقرير المنظمة . الحرية الصحفية مؤشر من مؤشرات الاستقرار السياسي والحكم الديمقراطى واهتمام الحكومات بشعوبها والإصغاء الى اصواتها .والشعوب التى تنعم بالحرية تنعم أيضاً بالإستقرار والرفاه ويتضح من تقرير منظمة مراسلون بلا حدود رغم التحفظ على مؤشرات قياسه أن الحرية الصحفية تشهد تراجعاً واضحاً فى معظم انحاء العالم فدول الإتحاد الأوروبى رغم أن ثلاثة عشرة دولة من دوله السبع والعشرين تأتى فى مقدمة الدول العشرين الأولى التى تصون حرية الصحافة إلا أن أربع عشرة دولة جاءت فى مراتب متأخرة