في الماضي ولي زمان كنا نتعجب من فنون الجريمة في بلدان عربية معينة كنا نصف بعض الأشقاء في الجوار بأنهم نصابون وحرامية و» كتالين كتلة»، لكن خلال الثلاثين عاما الماضية تمحورت الشخصية السودانية وأصبحت تجاري أجعص شعب في النصب والدهنسة وجرائم القتل وتجارة المخدرات والذي منه، والادهي من ذلك تنامي جرائم السودانيين في الغربة جرائم من كل شكل ولون للأسف هؤلاء الجناة حملوا معهم بذرة الجريمة إلى الغربة ، أذكر أن الشخصية السودانية في الماضي قبل موجات الهجرة من ناس طبش لبش كانت مثل الجنيه الدهب ، في السلوكيات ، الأمانة ، الأخلاق ، النخوة ، الشهامة ، والترابط ، غير أنه خلال ال30 سنة الماضية شهدت بلدان الإغتراب نوعية من البشر قادميين من مناطق معينة ولا أريد أن أفتح النار على نفسي بذكر هذه المناطق ، ولكن أقطع ضراعي بسيف سنين أنه لا يمكن أن تجد مجرما من الولاية الشمالية ، أقصد من مجموعات المحس ، ناس حلفا ، الدناقلة والمناطق المجاورة لهذه المجموعات السكانية ، أقول قولي هذا لأن هؤلاء أول المجموعات العرقية التي هاجرت ، وبدأت هجرتهم منذ عشرينيات القرن الماضي إلى مصر ، وإلى اليونان ولبنان وبعدها ، إستقرت سفينة هجرة هذه المجموعات في دول الخليج ، نعم هاجروا إلى دول الخليج وإستطاعوا تأسيس الدبلوماسية الشعبية ، وهي كانت سمة للسودانيين في الغربة ، قبل أن يتمكن ناس طبش لبش من خرق ملاءة الوداعة والطيبة السودانية الأصيلة .المهم قبل سنوات وقعت في يدي إحصائية عن جرائم القتل في عموم السودان ، الإحصائية كانت قبل أن يتفتت البلد إلى شمال وجنوب ، جنوب وشمال ،وكشفت الإحصائية أن الولاية الشمالية خلال عشر سنوات وقعت بها أقل من ثلاث جرائم قتل أي ما يعادل أقل من واحد في المائة عن جملة الجرائم في عموم السودان ، فيما إحتل الجنوب قبل إنفصاله قائمة جرائم القتل بنسبة 50 في المائة عن المناطق الأخرى ، وجاءت في المرتبة الثانية العاصمة القومية بنسبة 20 في المائة ، منطقة النيل الأزرق في المرتبة الثالثة بنسبة 15 في المائة فيما توزعت النسبة الباقية بين كردفان ودارفور ومنطقة النيل الأبيض والشرق بصفة عامة ، الآن بعد إنفصال الجنوب ، أجزم أن العاصمة القومية ما زالت تسجل أعلى نسبة في الجريمة تليها مناطق النيل الأزرق والأبيض وكردفان ودارفور ودقي يا مزيكا لحن مبروك عليك الليله يا دمومه ، أزيدكم وللا كفاية .