الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة نحمده سبحانه وهو القائل: «فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام» وبعد: في صحيفة «آخر لحظة» العدد «9691» بتاريخ الأحد 12/21/4102م في الصفحة السابعة وفي عمود «أطروحات سودانية» لكاتب المقال فيلوثاوس. هناك عبارات وردت في المقال تحتاج لوقفات وتعليقات واستفهامات.. من ذلك قوله «إسلام القرآن هو إسلام الكتاب والكتاب هو كتاب أهل الكتاب».. وتعليقي هنا أن صاحب المقال لم يفصل أهل أي الكتابين أراد.. هل أراد أهل التوراة أم أهل الإنجيل؟.. وهل يؤمن كل منهما بكتاب الآخر وبرسوله؟ ويقول في موضع آخر «والقرآن يشرع للعرب إسلام الكتاب نفسه».. ويقول كذلك «فالدين الذي يشرعه الله في القرآن للعرب هو دين إبراهيم وموسى وعيسى..» تعليقي: نعم هو دين أبينا إبراهيم عليه السلام كما قال تعالى: «ملة أبيكم إبراهيم» الذي حاول أهل الأديان الانتساب إليه.. فأنكر الله عليهم ذلك «ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين». وفي آية أخرى قال تعالى: «إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه» أي في زمانه «وهذا النبي محمد والذين آمنوا» الصحابة ومن جاء بعدهم. وأما عبارة «شرعه الله للعرب» فهذا غير صحيح.. فدين الإسلام للناس جميعاً إلى قيام الساعة.. وكونه للعرب خاصة ينافي آيات في كتاب الله كقوله تعالى: «وما أرسناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً» وقوله تعالى: «تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً» وقوله: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين». وحديث النبي صلى الله عليه وسلم «وكان النبي يبعث في قومه خاصة وبعثت للناس كافة» والحديث في صحيح البخاري. ويقول في موضوع آخر «وإسلام القرآن هو إسلامهم أي إسلام الكتاب لا إسلام غيره».. والسؤال الذي يطرح نفسه مَن مِن أهل الديانات الآن ينتسب للإسلام؟.. وهل أنت من المسلمين؟ وقدراً ربانياً عجيباً اقرأ هذه الأيام رسالة كتبها نصراني تحمل عنواناً «كنت نصرانياً وأسلمت»!!.. هل لاحظت التعبير؟ الانتساب كان لغير الإسلام والآن أصبح للإسلام وهو «إسلام القرآن». وأرجو من جميع القراء على اختلاف دياناتهم الاطلاع على هذه الرسالة فهي مؤثرة جداً جداً. ملاحظات في المقال: الأولى لم تصدر الآيات القرآنية بعبارة قال الله تعالى لا أدري لماذا؟ لعله لعدم إيمان النصارى بأن القرآن كان كلام الله. كما كنت تعبر ب «محمد رسول الإسلام» ولم تعبر ب «محمد رسول الله» ولو نطقت واعتقدت أن محمد رسول الله لكنت من أهل «إسلام القرآن» الذي هو دين الأنبياء جيعهم بدءاً من نوح عليه السلام مروراً بموسى وعيسى عليهما السلام وختاماً بمحمد صلى الله عليه وسلم والآيات التي كتبتها تبين ذلك. الثانية: قولك «إن هذه القاعدة الأولى للحوار الإسلامي المسيحي».. أقول لك بصدق القاعدة الأولى للحوار بين أهل الإسلام وأهل الكتاب عموماً «نصارى أو يهود» أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته بتوجيه القرآن الكريم له ونجد ذلك في قوله تعالى: «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا اللّه ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون اللّه فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون». وختاماً نقول ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. إمام وخطيب مسجد الثورة الحارة «12» العتيق