منذ تولي الشرتاي / جعفر عبد الحكم منصب الوالي بوسط دارفور تغيرت الاوضاع بالولاية وحدث إنفراج كبير بسبب زرع حكومة الرجل الثقة في نفس مواطن الولاية من خلال الزيارة التاريخية للوالي الي جبل مرة والذي وصل فيه الشرتاي مناطق لم تصلها الحكومة لسنوات مما أحدث إنفراجاً سياسيا وشعبياً كبيرين فلم يكن يتوقع من هم تحت رحمة الحركات المسلحة أن تقدم الحكومة علي تلك الخطوة خاصة أن الولاية ذات خصوصية وكانت لفترة يُشتم منها رائحة التمرد وطبيعي ان تنطلق تلك الرائحة ورئيس حركة التحرير عبد الواحد نور أحد ابنائها. فضلا عن أن أحد معسكرات النازحين بالولاية دكان يشكل عبئاً وهاجساً علي الحكومة وكثيراً ماكنت تحاك من خلاله تهماً تُلصق بالحكومة وترهق خزينتها السياسية والدبلوماسية . لكن كما اسلفنا شيئاً فشيئاً بدأت الصورة عن الولاية تتبدل في الاذهان ، وتترأي ملامح جديدة في عهد رجل الادارة الاهلية قبل أن يكون رجل الدولة ، الشرتاي عبد الحكم لكن اخذت حاضرة اللولاية هيئتها الحقيقية . من خلال الزيارة التي قام بها نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن الي الولاية مؤخراً. وهي زيارة مختلفة التفاصيل من كل زيارات النائب الذي جاب كل ارجاء البلاد. وقد يقول قائل بفضل الجهد الكبير الذي بذلته حكومة الولاية وهي تستعد لإستقبال النائب لكن الزيارة إختلفت في المرامي والاهداف ، وحتي الامكنة التي زارها حسبو محمد عبد الرحمن كانت لها دلالتها ، مثل اللقاء الجماهيري الحاشد الذي نظم بمدينة دليج بمحلية وادي صالح .. وقطعاً حق القول ( وما ادراك مادليج ؟ ) التي كان بها معسكراً للنازحين ظل خصوم الحكومة ينتاشونها من خلاله بالترويج لمزاعم وإنتهاكات وقد عقد حسبو لقاء ً جماهيرياً ضخماً بدليج ووجدها سانحة فأوصل من خلاله رسائله وبشكل غير مباشر وصريح قد تكون وصلت للمتمردين قبل الاخرين من سكان المدينة , وشملت الرسالة التي اطلقها حسبو وعلي الهواء مباشرة علي محاور مهمة احوج ماتكون لها الولاية بداية باعلانه حسم الحكومة ومعالجتها لكافة قضايا المواطنين الخدمية من تعليم وصحة وكانت البداية بتنفيذ مشروعات متعلقة بشبكات مياه محليات الولاية ووابورات لجمعيات المنتجين والعودة الطوعية وإفتتاح مشروعات خدمية لكن اللافت في الزيارة ويجعلك تشعر بأن وسط دارفور مثلها وولايات السودان الامنة والمستقرة هو تدشين النائب لعيد الحصاد ومعرض المنتجات الزراعية بمدينة دليج ، وافتتاح مركز صحى ومسجد المدينة العتيق، وإعلان حسبو عن تأسيس مؤسسة التمويل الأصغر مايعني مرحلة جديدة في مسيرة السلام التي بدت تنتظم الولاية وبشكل كبير ودلالات ذلك كانت في الاعلان عن إنشاء كليتي الطب والاقتصاد بجامعة زالنجي وأكاديمية الأطر الصحية ومستشفى الدمنقاوي فضل سيسي ? له الرحمة ? وهي الخطوة التي قوبلت بترحاب غير مسبوق والحكومة ترد الوفاء لرجل بقامة الدمنقاوي / سيسي من زعماء الادارات الاهلية التي ستفتقدها دارفور عامة ووسط دارفور علي وجة الخصوص. وبشأن الملف العدلي والقضائي بالولاية كان في حاجة ملحة لإحداث معالجات بشأنه خاصة وأن ذمة الحكومة طالها التشكيك مع تطورات قضية دارفور ، فكان التوجية الرئاسي لوزارة العدل بتأسيس محاكم ونيابات لبسط العدالة وتحقيقاً للأمن والاستقرار. لكن من رسائل حسبو المهمة كانت لحملة السلاح ودعوته لهم بالانخراط في السلام والعمل السلمي والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات والتأكيد علي إن الحرب لا يُجنى منها سوى الدمار والخراب، وطالب الحركات المسلحة بمراعاة أهل دارفور، ودعا المواطنين لتوحيد الصف ونبذ العنف ورتق النسيج الاجتماعي.لم يفت علي نائب الرئيس أن الجامعات باتت المحضن للحركات المسلحة التي تحاول عبرها إستقطاب أبناء دارفور لصفوفها ولذلك مضت الحكومة في إتجاة عملي وهي توف بتعهدها الاحتفال بافتتاح بتوسعة مدينتي جبل مرة للطالبات ومدينة زالنجي للطلاب حيث خاطب حسبو طلاب جامعة زالنجي ودعاهم لنبذ العنف بإدارة حوار اجتماعي، فكري، ثقافي، واقتصادي، بعيداً عن السياسة وكل مايفرق أبناء الوطن والإقليم الواحد، معتبراً أن النهوض بالتعليم يعني ضماناً لمستقبل لولايات دارفور.ومهما يكن من أمر كسبت حكومة الولاية الجولة وهي تنظم زيارة مهمة وفي توقيت اكثر أهمية ولذلك كانت دعوة الشرتاي عبد الحكم لمواطني الولاية بنبذ القبلية والتوجه للتنمية والاستقرار.