بقدر انتقادنا للمشهد الغنائي والفضائي طوال العام الحالي، الذي سيطوي صفحته خلال ساعات لا يمكن أن ننكر بأي حال من الأحوال وجود العديد من الاشراقات والاجتهادات الشخصية، جسدها بعض المبدعين عبر تقديمهم لنماذج مختلفة فيه شكلت إضافة حقيقية للساحة، وعلى سبيل المثال نستعرض عدداً منها من وجهة نظرنا المتابعة بدقة لما يدور في الساحة.. فكما قلت بالأمس إن الفنان الإنسان أبو عركي البخيت حصل على العلامة الكاملة واستحق نجومية العام بكل جدارة، وعلى الأقل سيطر على شباك الحفلات الجماهيرية وهو الأوفر جمهوراً بين الجميع، وما زال يواصل إنتاج أعمال جديدة، وقلنا أيضاً بان الفنان الشاب حسين الصادق تفوق على نفسه قبل أن يتفوق على جميع رصفائه في الساحة الفنية من الفنانين الشباب، وقدم مردوداً طيباً للغاية استحق عليه الثناء وطور في شكل كلمات أغنياته وموسيقاه وتفاعله مع القضايا الاجتماعية، عطر كل ذلك بجمال وعذوبة صوته، وكان الأفضل على كل الفنانين الشباب. أما عن الفنانات والأفضلية بينهن فللأسف الشديد لم تنجح واحدة منهن في فرض نفسها عبر ما تقدمه من عطاء فني في الساحة التي باتت تعاني ضعف الأغنية والأصوات النسائية، وخير دليل على ذلك سيطرة «قونة» تسمى «ننوسه» فنانة «الدساتير» على الساحة، وباتت الأكثر طلباً في سوق الحفلات الخاصة دون سواها، وكنا نعول كثيراً على أفضلية الفنانة ندى القلعة التي تعد الاميز بين الفنانات، ولكنها مؤخراً أصبحت تهتم بإثارة الرأي العام عبر ما تنشره من صور مختلفة مثيرة للجدل أكثر من اهتمامها بتقديم الأعمال الجديدة التي عودت جمهورها عليها. ومثل العام الحالي بزوغ نجم الممثل محمد عبد الله وسطوعه عبر تقديمه لمجموعة من الأعمال الدرامية المميزة، كان أبرزها مسرحية «النظام يريد» التي سطر فيها محمد عبد الله اسمه من ذهب، وكذلك حال الممثلة الجميلة سامية عبد الله «بت العرب» فكانت لها الأفضلية أيضاً بين زميلاتها، وفي المقابل خلق الممثل عوض شكسبير ارضية درامية جديدة لنفسه ومختلفة عبر مواقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك» من خلال اسكتشات درامية صغيرة تعالج وتناقش العديد من القضايا الاجتماعية، وحظي على نسبة متابعة عالية جداً ووصلت مشاهدتها درجات قصوى، وانتشرت في جميع مواقع التواصل الاجتماعي، واثبت شكسبير أنه فنان معطون بالابداع بكل ما تحمل الكلمة. أما على صعيد الفضائيات فهناك تقارب كبير جداً في مستوياتها، ولا توجد فضائية أفضل من الأخرى أو أعلى مشاهدة منها، خاصة وأن المشاهد المحلي أصبح له الخيار عبر الريموت كنترول بالتوقف في البرنامج الذي يلبي رغباته ويجبره على متابعته في اي فضائية من الفضائيات المحلية المختلفة، بل حتى الفضائيات الخارجية، ونلحظ ارتفاع نسبة الاستماع للاذاعات الخاصة القديمة وحتى الوليدة، خاصة وأنها تفوقت برامجياً على الفضائيات لمناقشتها اليومية للعديد من القضايا الآنية، التي تهم الأسر السودانية، وخير دليل على ذلك التفاعل الكبير الذي تجده من خلال سبل الاتصالات للمشاركة من المستعمين في البرامج التفاعلية المطروحة، واستحقت المذيعة عفاف حسن أمين لقب أفضل مذيعة في العام عبر اسهاماتها وبراعتها في تقديم مجموعة من البرامج المختلفة ممزوجة بتلقائيتها وادائها العالي، وكذلك حال مذيعة قناة الخرطوم ندى حامد التي فرضت اسمها بقوة خلال هذا العام وباتت محط أنظار العديد من الفضائيات. ٭ خارج النص: غداً نتحدث عن سقطة الفنان كمال ترباس الذي بات يدلي بتصريحات غريبة وعجيبة مليئة بالغرور، كان آخرها اساءته واستهتاره بقوات الشرطة السودانية.