هل انحدر مستوى الاستماع لهذه الدرجة وأصبح «بالبطون» والبوفيهات المفتوحة!!.. ويتطلب بل بأن من مقتضيات الضرورة لضمان حضور الجمهور للحفلات الغنائية الترويج لوجود العشاء الفاخر قبل الفنان!!.. يعني الفنانين البتجيبوهم ديل من غير عشاء ما بغطوا التكاليف!!.. والله حيرتونا معاكم.. هكذا كان الإعلان والترويج لمعظم حفلات رأس السنة التي رفعت شعار «فنان+ عشاء» وتحدت الظروف الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها المواطن السوداني، وهي ترفع أسعار العشاء أقصد الحفلات إلى أرقام فلكية للغاية، وصل قيمة الكرسي الواحد في بعضها إلى مبلغ «800» جنيه وأقله «003» جنيه.. يعني عشاكم ده فيهو شنو ما معروف فقط، كل هدفكم أعلى نسبة أرباح.. الجمهور الجاكم ده كان مركز مع أغنيات الفنانين المشاركين في حفلكم هذا أم أنهم كانوا مركزين أكثر ومصطفين في طوابير البوفيه المفتوح.. وأغلبية من ارتادوا مثل هذه الحفلات اتصلوا بي نادمين لاكتشافهم لخدعة العشاء الفاخر الذي وجدوه عشاء أكثر من متواضع جداً، وقلت لهم وقعتم في حبل بعض متعهدي الحفلات، يعني لا قدرتو تركزو مع الفنانين ولا مع العشاء، وبرضو تقولوا لي فاخر، إنها حيل التكسب المادي كما قلنا من بعض ضعاف النفوس، إنها حفلات عبثية فقط ليس إلا أفسدت فرحة كل من دخلوا معظمها أكثر من إسعادهم. لذلك وغيره لم اندهش مطلقاً من الإقبال الكبير الذي شهده حفل الفنان الشاب حسين الصادق بالمسرح القومي في ليلة رأس السنة بفئة رمزية للغاية، سنحت للأسر والشباب بالابتهاج وأدخلت في نفوسهم السعادة والسرور والبهجة، ولكن الأهم من كل ذلك هو الاحترام والتقدير الذي نكنه لحسين الصادق المنطلق مثل الصاروخ بعقلية كبيرة قبل الموهبة تدفعنا لاحترامه أكثر وأكثر لأنه يعرف جيداً ويخطط لما يود فعله ويسير بخطى واثقة ومنظمة وهي بالطبع سر التفوق الذي يحظى به على كل أبناء جيله من الفنانين الشباب، فقد كشف حسين الصادق أسباب إقامته لحفل رأس السنة في المسرح القومي رغم سيل العروض التي تلقاها من الصالات والفنادق بارقام مادية عالية ولكنه رفضها رغم ذلك واختار المغامرة بنفسه لثقته العالية في جمهوره، فقد أوضح حسين ذلك بقوله: «رفضت العديد من العروض لإقامة حفلات رأس السنة في العديد من الصالات والفنادق رغم أنها تمثل لي نسبة عالية من الأرباح المالية وفضلت عنها الاحتفال مع جمهوري في المسرح القومي لمشاركتهم الأفراح في هذا اليوم، وذلك لأن أغلبيتهم لن تتمكن من دخول الحفلات مرتفعة القيمة المادية في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية وأسعى لارضاء جمهوري أكثر من التكسب المادي».. لله درك يا حسين الصادق كم أنت كبير وواعي وتمتلك عقلية كبيرة رغم صغر سنوات عمرك اكتسب الرهان وخليت فناني العشاء الفاخر في رحلة توهان، فقد جسد حسين الصادق المعاني الحقيقية لرسالة الفن وشارك الناس همومهم وأوجاعهم وأحس بهم وبظروفهم الاقتصادية الطاحنة، وزرع بخطوته تلك الابتسامة والسعادة في قلوبهم ونفوسهم مع بشريات العام الجديد، مبروك يا ود الصادق. و.. و.. و.. أنا لو غطلت في حبك شويه ليك اعتذاري وحقك عليا اصلو كانت غلطة هي غلطة كانت ما بين ايديا