ظلت قضية أبيي من القضايا التي تؤرق مضاجع الحكومات في الشمال والجنوب، على اعتبارأن هناك خصوصية أعطتها اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) للمنطقة وفقاً للبرتكول الخاص بها، الذي حدد كيفية حسم تبعيتها للشمال أو الجنوب عبر الاستفتاء، رغم أن هناك خلافات ظلت حول من هم المعنيين بالتصويت رغم وضوح الرؤية بذات الخصوص- الشد والجذب- جعل الأوضاع في المنطقة تتفجر من حين لآخر بسبب الخروقات المتكررة للمليشيات المحسوبة على الحركة الشعبية، ومما فاقم الأمر الاتهامات الموجهة للقوات الأممية المعنية بحفظ السلام السلام في المنطقة بمحاباة طرف دون الآخر، ولاضاءة بعض الجوانب في هذا الملف أجرت آخر لحظة حواراً مع أمين الشباب في اتحاد عام قبيلة المسيرية عمر داؤود ابوالعباس فماذا قال: لا وجود للحكومة في المنطقة و(اليونسفا) تتعامل بازدواجية المعايير مع (الجنوب) ٭ كيف تنظرون لإعادة انتشارالقوات المسلحة خارج منطقة أبيي بعد مجئ قوات اليونسفا للمنطقه خاصة وأنه مضى على هذا الأمر وقت طويل؟ - خلفت إعادة انتشار القوات المسلحة آثاراً سالبة على المنطقة، لأن الحكومة أصبح لا وجود لها على أرض الواقع في ابيي، وبالمقابل أن هذه الخطوة أعطت حكومة الجنوب والجيش الشعبي فرصة التواجد في المنطقة والتسلل اليها. ٭ قلت إنهم يتسللون للمنطقة وكأن هناك أمر مخطط؟ - نعم هناك مايتم بطريقة مرتبة لأن قوات اليونسفا تتيح لأبناء دينكا نقوك في الحركة الشعبية فرصة الدخول لأبيي تحت عدة لافتات منها العمل الإنساني، في ذات الوقت ترفض للمسيرية الدخول للمنطقة لاي سبب من الأسباب ٭ برأيك ما السبب في ذلك هل أنتم تتهمون جهة ما بالوقوف وراء ذلك؟ - السبب هو أن هناك مخططاً متكاملاً يهدف لاظهار المنطقة وكأنها جنوبية من خلال السماح للجنوب وأبناء دينكا نقوك في الجيش الشعبي بتقديم الخدمات لمن يتواجدون في أبيي، ويتم من خلال ذلك الترويج لجنوبية المنطقة وصد المسيرية من دخولها وكل هذا يحدث بعلم الحكومة. ٭ هل الأوضاع الآن في أبيي مهيأه لأن يعيش المواطن بصورة كريمة كان ذلك للمسيرية أم دينكا نقوك؟ - لا..لا الأوضاع بائسة جداً ولا تصلح أصلاً للعيش، ناهيك عن العيش الكريم لأنه لايوجد اي خدمات. ٭ إذن كيف يعيش من قلت إنهم موجودون في المنطقة من دينكا نقوك؟ - الموجودون في المنطقة أغلبهم في منطقة (أبيي نم) التي تقع على بعد (49) كيلو جنوب منطقة أبو نفيسة، وهي الحدود الجغرافية لأبيي، وأن وجودهم جنوب البحر لم يكن عبثاً وإنما لإعطاء فرصة للحركة الشعبية وحكومة الجنوب لتقديم الخدمات لمن ينادون بجنوبية أبيي، وهذا ماجعل جنوب البحر أكثر استقراراً من شمال البحر. ٭ أين هي المناطق التي يوجد بها المسيرية في أبيي؟ - المسيرية يتواجدون في أبيي وبالتحديد في الدائرة الجنوبية- مكينس- الحجيرات ومناطق أخرى عديدة وكلها تعاني نقصاً حاداً في أدنى مقومات الحياة. ٭ هناك من يرى أن وضعية ابيي الإدارية أثرت سلباً على التنمية والخدمات يضاف الى ذلك أن تبعية المنطقة مازالت معلقة هل ترى أن ذلك صحيحاً؟ - نحن نخشى أن تتسبب السياسات المنتهجة تجاه أبيي في فقدان السودان للمنطقة. ٭ طيب ماذا قدمتم أنتم في هذا الصدد؟ - قدمنا مقترحات لرئاسة الجمهورية عبر دائرة أبيي في المؤتمر الوطني، تركزت بشكل أساسي في مشروعات التنمية، وأقرت قيادة الحزب بتنمية المنطقة من خلال تقسيم أبيي الى مناطق كل ولاية من ولايات السودان تكون مسؤولة عن منطقة.. لكن للأسف لم نرَ جديداً في الخصوص حتى الآن، وظل القرار حبيس الأدراج. ٭ إذن كم عدد المسيرية في أبيي وفق آخر تعداد مقابل عدد دينكا نقوك؟ - وفقاً لآخر تعداد عدد المسيرية (60) ألف، فيما بلغ عدد أبناء دينكا نقوك (40) ألف ٭ كيف تنظر لمستقبل الأوضاع في المنطقة في ظل الوضع الحالي؟ - نحن نقول إن شمالية أبيي لا تفريط فيها، لكن في ظل الوضع الماثل الآن حتى لو عادت أبيي للشمال ما الذي يجنيه المسيرية والدينكا في ظل غياب التنمية والخدمات، هذا هو التحدي القادم وهنا نقول هل غابت التنمية عن أبيي لأن أهلها لم يرفعوا السلاح أم ماذا. ٭ لكن الآن تم تعيين رئيس جديد للجنة الاشرافية المشتركة من جانب السودان ماذا تتوقعون منه؟ - لن نتوقع منه الكثير ليس لقصور منه، ولكن لأن مهامه محددة ليس من بينها التنمية، وفي هذا الجانب نطالب الحكومة بتتبيع المنطقة لولاية غرب كردفان أو إصدار قرارات واضحة للمالية بتخصيص ميزانية لتنمية أبيي في كافة المجالات. ٭ العلاقات متجزرة بالطبع مع دينكا نقوك هل مازالت حتى الآن بذات الحميمية؟ دينكا نقوك اخواننا والعلاقات تاريخية ومتجذرة رغم العثرات التي حدثت هنا وهناك بسبب أشخاص يتبعون للحركة الشعبية ويتنمون اليهم، لكنهم يخدمون أجندات أخرى، وهنا نطالب الحكومة بمعالجة مشكلات أبناء دينكا نقوك الذين فقدوا وظائفهم بسبب الانفصال، لأن الأمر في دلالة سالبة وكانت أبيي تابعة للجنوب. ٭ دارت الكثير من الخلافات والتناقضات- بحسب الكثيرين- حول تشكيل المجلس التشريعي لأبيي كيف تنظرون لذلك؟ - المجلس التشريعي لأبيي السابق تكون من (24) شخصاً وفقاً للاتفاق مناصفة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وفيه دفع الوطني ب(8) أعضاء من منسوبيه من دينكا نقوك للمجلس وب(4) فقط من المسيرية فيما دفعت الحركة الشعبية للمجلس كامل حصتها من أبناء دينكا نقوك، رغم أن هناك قيادات بارزة من المسيرية في صفوفها، لأنه منذ ذلك الوقت لها استراتيجية واضحة تجاه المنطقة، وهذا مالم يتم من قبل المؤتمر الوطني. ٭ مما تتخوفون في المستقبل؟ - نحن نتخوف من خطورة تجاهل الحكومة للأوضاع في أبيي خاصة المشروعات التنموية، لأن ذلك يدفع الشباب للانضمام للحركات المتمردة، وأيضاً لابد من أن تكون هناك رؤية واضحة بشأن نصيب المنطقة من البترول لتوظيفه للتنمية، حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.