قبل أيام جاءتني خاطرة بأن الأنسولين والأدوية تحتاج للحفظ بدرجة حرارة معينة يمكن أن تفقدها أثناء رحلة وصولها للبلاد.. وقد قلتُ في نفسي.. «هل توجد نزاهة تجعل المنتج أو المستورد يبيدها إذا تلفت أو فسدت (حاجه تحير)؟ وبعد يومين قرأت هذا الخبر الذي وجدت أن المصلحه تقتضي إعادة نشره والطرق عليه، فمحتوى الخبر يؤكد أن الانسولين فاقد الصلاحية قد نزل بالسوق، وأنه بالطبع يؤدي للموت.. ومن يبيعه- وهو يعلم من المفترض أن يحاكم تحت الماده 130 من القانون الجنائي القتل العمد- ويقول متن الخبر «كشف رئيس أمناء حفظ البضائع بمطار الخرطوم-أمير محمد الجاك- عن توزيع شحنة (انسولين) منتهية الصلاحية للصيدليات تم تخزينها لمدة ثمانية أيام بمطار الخرطوم تحت درجة حرارة بلغت (47) درجة مئوية».. وأشار (الجاك) إلى أن الأدوية التي تخزن بمستودعات مطار الخرطوم، تتعرض إلى درجات حرارة مرتفعة جداً تتراوح بين 45-48 درجة، وتبقى لأسبوعين في المستودعات، مما يؤثر سلباً على فعاليتها.. وأشار «الجاك» الذي تحدث أمام المنتدى الدوري لحماية المستهلك أمس السبت بالخرطوم، إلى أن (25%) من البضائع التي تدخل المطار عبارة عن أدوية. وقال:«شحنة جرعات الأنسولين التي تم توزيعها أغسطس الماضي بقيت في المطار لمدة (8) أيام في درجة حرارة وصلت إلى (84) درجة وانتهت صلاحيتها».. ووجه «الجاك» انتقادات للسلطات الرقابية في السودان.. وقال: «نقل الأدوية لا يخضع إلى الرقابة الصحية والبيئية».. وأضاف: ينقلون الأدوية عبر شاحنات تفتقر لمواصفات التخزين. من جانبه، طالب الأمين العام لجمعية حماية المستهلك «ياسر ميرغني» بإجراء الفحص المسبق للدواء في الطائرات ومتابعة ومنع تخزين الأدوية في المنازل، والعمل على نقلها بالمناطق غير المأهولة بالسكان. وأوصى بضرورة التنسيق والتعاون وإحكام التنظيم في الأدوية لضمان صحة المواطن. والسؤال المهم ماذا ستفعل الدولة والحكومة في هذه الحالة وكيف يعرف المرضى أن الإنسولين هذا فاسد، وهذا صالح سؤال مهم يحتاج للإجابة السريعة.