في الثامن عشر من نوفمبر الماضي ، تمكنت من الحصول علي معلومة من مصدر موثوق نقل لي أن مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السمؤال خلف الله الذي كان قد مضي علي قرار تعيينه وقتها شهران بالتمام والكمال هدد بتقديم إستقالته أمام مسوؤل نافذ ، علي خلفية الوقفات الإحتجاجية للعاملين بالتلفزيون ومطالبتهم بحقوقهم والتي تفاجأ السمؤال بضخامتها مقابل ضعف إنفعال الحكومة بمواجهة الازمة.. وقد تم نشر الخبر (مينشيت) بالصحيفة يومذاك وفي اليوم الثاني نفت إدارة الإعلام بالتلفزيون وعلي إستحياء الخبر ، وقالت أن السمؤال باق. لكن هاهي الايام ، تثبت حقيقة ماذهبنا اليه و السمؤال يقال بالأمس من منصبه قبل أن يستقيل ، وقد كان الرجل ظهر أمس الاول في القصر الجمهوري في إجتماع مهم للغاية ترأسه النائب الاول بكري حسن صالح ، وضم وزير الإعلام أحمد بلال ، ووزير الدولة بالمالية عبد الرحمن ضرار ورئيس إتحاد كرة القدم السوداني د. معتصم جعفر ومن خلال النظر للشخصية الاخيرة يفهم ان الإجتماع ذو صلة بشأن رياضي وبالفعل كان بغرض بث الدوري الممتاز لكرة القدم عبر شاشة التلفزيون القومي. وطالما إقالة السمؤال تمت بعد اقل من (24) من الإجتماع العاصف يتضح ودون شك أنه لم يوافق الرئاسة الرأي والتي رأت أن المصلحة العامة تقتضي ذهاب الرجل الذي ظل مناصراً لقضايا العاملين بالتلفزيون. ويقول مسوول الإعلام بإتحاد الكرة عاطف السيد في حديثه ل (أخر لحظة) امس ان الإتحاد ظل يطالب التلفزيون بحقوق البث ، واشار الي عجز التلفزيون في سداد ماعليه من إلتزامات تجاههم مما اضطر معه الإتحاد الي منح قناة قوون حق بث مبارة القمة بين الهلال والمريخ في الممتاز. ونفي عاطف أن يكون الإتحاد إشتكي السمؤال للنائب الاول وقال أن رئيس إتحاد الكرة بين وجهة نظر مؤسسته ، وتحاشي الخوض في تفاصيل ما دار في القصر. وغض النظر عن مادار من شائعات حول حسم النائب الاول للسمؤال في الإجتماع ووضح للحضور أن إتساع المسافة بين خلف الله ومنصبه فإن دواعي الإقالة تنحصر في مايلي : أولاً : أن الحكومة تنظر للدوري الممتاز بعين الإعتبار وتعتبره قضية إستراتيجية أمنية من الدرجة الاولي لجهة أن الشعب السوداني يدمن كرة القدم وتعتبر هي الرياضة الاولي الجاذبة في ظل قله المنتج من الحكومة ثقافيا وفنياً ، وبالتالي تحاول ? أي الحكومة ? تهدئة المواطن بتوفيرها له مايشبع رغباته بسداد عجز التلفزيون في دفع حق البث ، خاصة إذا مانظرنا الي أن عدد من دول الخليج تفتح أبواب إستاداتها مجاناً وتحرص علي دعم الرياضة وعلي رأسها المملكة السعودية بل تجد الاندية رعاية خاصة من الامراء الذين يترأسون مجالس إدارتها.ولأن الامر ليس شأن رياضي بحت لم يتم دعوة وزير الشباب والرياضة للإجتماع. ثانياً : الحكومة تري أن دفع حقوق البث أهم من الإيفاء بحقوق العاملين وذلك أن العاملين مهما فعلوا فلن تتجاوز إحتجاجاتهم (الشجرة ) الشهيرة بجوار التلفزيون ، وهي مجرد (فورة) سرعان ماتهدأ. وحتي عندما بلغت قمتها تدخل جهاز الامن والمخابرات الوطني وقام بسداد متأخرات العاملين بعد إتصالات من القصر يتردد أن ورأها مدير مكتب الرئيس الوزير طه عثمان ومعلوم العلاقة الوثيقة جدا بين طه ومدير التلفزيون الاسبق محمد حاتم والممتده لسنوات طويله. ثالثاً : عمدت الحكومة من قرار الإقالة لكسر شوكة مراكز القوي فاذا حاول السمؤال التمسك برأئه باهمية دفع الرئاسة لحقوق العاملين والحكومة مقره بها يكون قد صنع مركز نفوذ وهو الامر المرفوض للحكومة ، غير متناسين ان رئيس الجمهورية وفي ختام المؤتمر العام للمؤتمر الوطني أعلن الحرب علي مراكز النفوذ ، وقال : « لا مراكز نفوذ بعد اليوم «. رابعاً : القرار حمل تأكيدات علي هيبة الدولة فطالما عقد الإجتماع بالقصر فهذا يعني إيلاء الرئاسة للامر أهمية قصوي بالتالي هذا قطعاً للطريق أمام أي محاولات ل (الملاوة) خاصة وأن قطار الدوري الممتاز تحركت عجلاته وبدأت الفرق في السعي للظفر بالنقاط ، وسعت الرئاسة كذلك لوضع الإمور في نصابها الصحيح وكسب نقاط (رضا المشاهد). خامساً : إقالة السمؤال أكدت ان النائب الاول يستخدم الضربة القاضية وقد فعل ذات الامر مع العضو المنتدب السابق لكنانة محمد المرضي ، وهنا قد يقارن البعض بينه والنائب الاول السابق علي عثمان والذي كان يتأني في إتخاذ القرارات مما قد يؤجل حسم قضايا قد تحتاج المعالجة الفورية. سادساً : منحت الرئاسة الثقة في السمؤال وبشكل كبير بدليل تم دمج هيئتا الإذاعة والتلفزيون وعينته علي رأس المؤسسة الجديدة ، وبالتالي كان القرار بالغقالة لجهة أن من يتم منحه الثقة الكاملة تُسحب منه ذات الثقة ، ونعني أن السمؤال دون غيرة يفترض أن يعلم كيف تفكر الرئاسة خاصة وانه وزير إتحادي أسبق. ومهما يكن من أمر فربما كان لقرار الإقالة أبعاداً اخري خاصة وان المدير السابق كان يملك نفوذاً وخطاً مباشراً مع القصر أكثر من السموأل ، الذي لم يجد وقتاً لترتيب اوراقه بالشكل الكافي.