عندما أعلن عن إختيار السمؤل خلف الله مديرا عاما للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون ، ضحكت أولا ، وقبل أن أشرح لماذا ضحكت ، خاصة وأن للرجل تجربة فاشلة في تقديري عندما كان وزيرا للثقافة ، ولكن قبل الحديث عن قدرات الرجل والنقلة التي يمكن أن يحدثها في التلفزيون ، بعد فترة طويلة من المعاناة مع المدير المقال محمد حاتم ، إستوقفني خبر رياضي يدخل ضمن مهام المدير الجديد ، ملخص الخبر ، رفض إدارة نادي الامل العطبراوي تلفزة مباراتها أمس امام المريخ مالم تستلم حقوقها المالية من التلفزة والتي لم تدفع ، وهي متأخرات كثيرة ، لكل الاندية وليس الامل فقط ، وجاء في الاخبار تدخلات (الجودية) لحل القضية ( تخيلوا إلي أين وصل بنا الحال ) ، بوعد من أمين مال الاتحاد العام أسامة عطا المنان بحل مشكلة نادي الامل وليس مشكلة اموال البث ( الفرق كبير) . المهم في الموضوع ، أن امام المدير الجديد السمؤل خلف الله قضية تحتاج إلي قرار سريع بدفع كافة المستحقات المتاخرة من اموال نقل مباريات الدوري الممتاز ، التي يتمع بإمتياز نقلها التلفزيون القومي ، وقناة النيلين ، والجهازين يقعان تحت مسؤولية السمؤال خلف الله المباشرة ، فالمتأخرات الواجبة السداد مليارية ، مليار ينطح مليار ، منها مليون دولار من إمتياز النقل الاول بسعر اليوم حوالي ( 10 مليار) ، فهل سيفعلها؟ الاجابة لا اعتقد ، وقد تكون لن يفعلها ، فالرجل لن يختلف في هذا الجانب عن محمد حاتم ، وسيعتمد علي نفوذ (الجهات العليا) ، لإجبار اتحاد الكرة المنهار علي الصمت وأنديته تشكو لطوب الارض من قلة الفئران ، وسأظل أردد أن الرياضة نشاط اهلي ديمقراطي مستقل ، محرم علي السياسة التدخل فيه ، ولكن الاتحاد الضعيف سلمه بالكامل للقرار للساسة والسياسيين والجهات العليا ، إفعل كذا ولاتفعل كذا ، وماعليه سوي السمع والطاعة ، ولو كان ذلك علي حساب استقلالية القرار الرياضي ، وحقوق المنافسة والاندية المغلوبة امرها ، والتي تعاني الامرين ، لتوفير منصرفات المنافسة العالية التكاليف ، وحقوقها في التلفزة والرعاية لاتستطيع تحصيلها ، لأن الجهة المسؤولة عن إنتزاع هذه الحقوق (الاتحاد العام) باعها بثمن بخس للقرار السياسي . السمؤل سيكون كما ذكرت إمتداد لمحمد حاتم ، ولن يكون له دور في حل أزمة البث التلفزيوني ، بل سيستمتع كما فعل سلفه بالنقل شبه المجاني ، وستضيع حقوق الاندية والمنافسة في عهده شمار في مرقة. أعود لما أوردته في البداية عن ضحكي عندما علمت بإختيار السمؤال خلف الله مديرا عاما لهيئة الاذاعة والتلفزيون ، فقد تذكرت الهيلمانة التي صاحبت مايسمي بليالي الاغاني والعرض الممل لثقافة التسطيح التي وزعها علينا طوال فترته وزيرا للثقافة في السودان ، ثقافة (اروقة) ، وبالتالي لاجديد مع السمؤال خلف الله في التلفزيون والاذاعة ، سيركز علي القشور ، ليقنعنا أنه فعل شيئا ، عموما سنقف لنتأمل رغم أن الجواب احيانا يكفيك عنوانه .