٭ كانت مفاجأة سارة لنا في الوسط الرياضي أمس أن يظهر حكم سوداني شاب في نهائيات أمم أفريقيا.. وأن يقع عليه الاختيار حكماً مساعداً في مباراة الكأس التي أقيمت أمس بين منتخبي غانا وساحل العاج وهو إنجاز تاريخي يحسب للجنة التحكيم المركزية ولحكمنا الدولي وليد محمد أحمد الذي سجل اسمه في تاريخ تحكيم كرة القدم بمداد من ذهب، وأحرف من نور، ورفع رأس التحكيم السوداني عالياً بين الأمم في كأس الأمم وأعاد إلى ذاكرة التاريخ صولات حكامنا الدوليين المخضرمين وجولاتهم أيام متولي ستراس وأبو العلا ويوسف محمد وشاكر النحاس والخليفة موسى وأحمد قنديل وعبيد إبراهيم وحسن عبد الحفيظ وعثمان أحمد البشير ومحمود حمدي والحاج هاشم والدولي عابدين عبد الرحمن إلى آخر الصف الطويل من عمالقة التحكيم السوداني الذين أثروا ساحة الكرة السودانية بإبداعاتهم التي كانت عنصراً مكملاً لمتعة الكرة بالداخل والخارج. ٭ ونحن رغم سعادتنا بهذا الإنجاز الذي نعتبره مفخرة لكل سوداني وكل رياضي، إلا أن طموحاتنا لا ينبغي أن تتوقف عند محطة المشاركة في إدارة المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقيا خاصة وأن سجل إنجازاتنا ومفاخرنا في مجال التحكيم تعيدنا إلى ذلك الحدث التاريخي يوم شارك حكمنا الدولي عابدين عبد الرحمن القادم من ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني كحكم مساعد في مباراة البرازيل والسويد في نهائي مونديال كأس العالم بالسويد عام 58، ومنذ ذلك الوقت اكتسب التحكيم السوداني مكانة مرموقة على مستوى العالم وشارك حكامنا في إدارة العديد من المباريات الدولية بدرجة عالية من النجاح وتحول بعضهم إلى خبراء تشهد لهم الساحة الأفريقية والعربية أمثال عبيد إبراهيم وعثمان أحمد البشير بالكثير مما قدموه في مجال التحكيم.. وهاهو حكمنا الشاب وليد يعيد إلى أذهاننا ذكريات ذلك الزمن الجميل.. ويضع السودان في مكانه الطبيعي بيبن الحكام الأفارقة فاستحق الشكر والتقدير.. واستحق أن تكرمه الدولة وجماهير الرياضة قاطبة وزملاؤه الحكام حتى يكون إنجازه الذي حققه في بطولة أمم أفريقيا دافعاً لغيره من الحكام وحافزاً لهم للسير قدماً على طريق الإبداع الذي رسم لوحته الزاهية الحكم الدولي وليد محمد أحمد بجدارة. ٭ ليس هذا وحده.. بل إن وصول حكم سوداني إلى نهائي المونديال الأفريقي يضع التحكيم السوداني أمام تحدٍ جديد لإثبات الوجود محلياً، وتأكيد جدارة حكامنا السودانيين بأن يكونوا أهلاً للثقة ودرءاً للشبهات وتحقيق أقصى درجات العدالة في إدارة المباريات دون تعصب لهذا الفريق أو ذاك مما نسمعه ولكننا لا نصدقه..!