لدي سؤال ( طاير ) ، لماذا يخاف المبدعون من الاماكن المرتفعة وركوب الطائرات ، هؤلاء اقصد المبدعين يحلقون في العلالي ، ويرتادون قمم المجد لكنهم في نفس الوقت يخافون من ركوب الطائرات والسفر والتواجد في الاماكن العالية ، هم تماما مثل النعامة ( تخشى من صفير الصافر ) ، موسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب كان من اكثر الخوافين من ركوب الطائرات وكانت جميع سفراته إلى أوربا وبيروت عبر البحر ، وكان عبد الوهاب يشبه الطائرة بالتابوت ، ولم يشاهد جوف الطائرة في حياته وبالنسبة للفنان الياس الرحباني شقيق الرحابنه عاصي ومنصور فهو يخاف موت من ركوب الطائرات ، وفي السودان يا ما تحت السواهي دواهي فجميع المبدعين في الوطن يخافون من الوصول إلى الذائقة العربية ، لكن خلونا مع الخوف من الطائرات ، فصديقنا الصحافي المغترب بركات بله الأمين أو بركة كما ( يدلعه ) محبوه وأصدقاؤ ه يخاف من ركوب الطائرات ، بركات طيلة سنوات اغترابه لم يسافر بالطائرة ، واعتاد على السفر بالباخرة ، إما بالنسبة للسيارات فهو لم يتعلم القيادة ويصاب بالخوف والكبكابة في مشاوير الذهاب للعمل والعودة منه رغم انه ( خمسه وخميسه ) في عين الحساد رجل مقتدر ومبسوط أربع وعشرين قيراط ونصف القيراط ، سألته يوما إذا كان يعرف السباحة لانه اعتاد على السفر بالبحر فرد ، عاجلا انه لا يفقه فن العوم ويمكن ان يغرق في شبر موية ، عفوا قبل ايام أصيب بركات بوعكة صحية أثناء إجازته في السودان وتمرمط في مستشفيات العاصفة القومية عفوا قصدي العاصمة القومية لأكثر من 15 يوم بسبب عدم مقدرة الأطباء من تشخيص حالته وأخيرا تحت إلحاح عائلته عاد مرة اخرى إلى موقع إقامته في جدة ، ورغم ان حالته تستدعي السفر عاجلا الا ان الرجل الذي يعاني من فوبيا الطيران فضل العودة على متن الباخرة ، حينما زرته في المستشفى حيث لزم السرير الأبيض عدة أيام سألته عن سبب سفره بالباخرة وهو مريض وفي أمس الحاجة إلى مراجعة الطبيب فقال ان المرض بالنسبة له اخف وطأة من ركوب الطائرة ، ومن أصدقائي الذين يعانون من فوبيا الاماكن المرتفعة صديقنا الشاعر عبد الوهاب هلاوي ، آخر مرة التقيت هلاوي دعوته لزيارة بعض من أقربائي في جدة ، الرجل سألني هل مسكنهم في الطابق الأرضي أم في الأدوار العليا ، قلت أنهم في الدور الثاني فامتعض الرجل وكاد ان يهرب بجلده ولكنه تشجع وظل يجلس على أعصابه حتى خرجنا من الشقة ، حال المبدعين المصابين بفوبيا الطيران والأماكن العالية يذكرني بحال السودان فهو بلد يا عيني ( طاير في الهوا ... طاير ) ويعاني هذه الايام من فوبيا انعدام الوزن ، والتصريحات النارية الطائرة لبعض المسؤولين ، اسأل والسؤال ( طاير ) هل سوف تتواصل هذه الحمى الطايرة في السودان أم سيطير الجنوب إلى الجنوب ويطير الشمال إلى الشمال ؟ ، يا خوفنا من بكره ومن بعده ( يا بلد يا طاير )