وما زلت داخل أسوار النادي الكاثوليكي.. ومازلنا أنا وصديقي (الأخ) المؤتمر الوطني.. نجلس على العشب الأخضر.. وما زلت أمسح باستيكة مخاوف صديقي وأبرر رعب صديقي وهو يخشى من الانتخابات.. وفي لحظة صفاء وراحة بال.. وهدوء بعد عاصفة.. وسكون بعد «قلقلة» وسكينة بعد فزع.. أراد صديقي أن يقدم لي ضيافة وأنا في داره.. حدثنا قبل أن يلح علي عن أنواعها وأشكالها.. ضيافة مترفة على طبق مبهر.. طبعاً رفضنا في حزم وحسم وتصميم.. أن أمد يدي ل«عنبة» واحدة.. ولكني همست له في دهشة.. سبحان الله يا صديقي.. فقد كنتم وفي أول أيام إعصاركم والإنقاذ تقتلع كل أوتاد خيمة الديموقراطية، كانت ضيافتكم هي فقط «البلح وفول الحاجات».. وعندما لاحت بشائر النعمة وهبت بداية رياح الثراء أضفتم «الفشار»، والآن وبعد أن مكنكم الله من خزائن الأرض.. صارت كل خيرات «لبنان» طوع البنان.. وسبحان مغير الحال من حال الى حال.. المهم واصلت مع صديقي كشف أوراق امتحان الانتخابات وقبل أن تجلس عليه الإنقاذ والمستقلون والأحزاب الحليفة والأليفة والمتآلفة والصديقة.. قلت له.. يا صديقي دعنا نبدأ من «فوق» ونقفز بالزانة الى الانتخابات الرئاسية.. مرشحكم هو فخامة الرئيس عمر البشير.. الذي انحدر من رحم القوات المسلحة السودانية.. وفوق ذلك له تجربة حكم دامت واستمرت لخمس وعشرين سنة وتزيد وبلا انقطاع- حتى لمدة اسبوع واحد- يقابله بل يقاتله بالأوراق وببطاقات الاقتراع في ساحة «الصناديق»، مجموعة من الشخصيات أربعة عشر رجلاً وامرأة.. هي الدكتورة فاطمة عبد المحمود «اها» وأنت قيادي وقائد، ورقم شاهق في المؤتمر الوطني، وأحد قواد حملة الانتخابات لحزبكم.. دعني اسألك بل أطلب منك أن تذكر لي أسماء خمسة فقط من هؤلاء المرشحين لرئاسة الجمهورية.. هنا الجمت الدهشة لسان صديقي، وفشل حتى في معرفة أسماء ثلاثة من المرشحين.. هونت عليه وواسيته قليلاً، وحاولت أن أرفع عنه الحرج فقلت له.. أنا وكما تعلم مغموس حتى آخر سبيبة في رأسي في دنيا السياسة.. وأقسم لك برافع السماء بلا عمد.. أني لا أعرف ولم أسمع باسم أي من المترشحين لرئاسة الجمهورية غير الدكتورة فاطمة عبد المحمود، وشخص آخر- أظن أن اسمه «شعيب»- ودعك من كل هذا.. ماذا تعرف عن برامج المنافسين للسيد رئيس الجمهورية الحالي، ومرشح المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية.. إذا لم تعرف ولم تسمع ببرامج الأحباب المرشحين لرئاسة الجمهورية أنا «أوريك» أحدهم قال لو فزت في الانتخابات وأصبحت رئيساً للجمهورية «سأكامح الغبار» و«بس».. وآخر قال إذا فزت برئاسة الجمهورية سأهتم بالسياحة.. وأحدهم قال أنا لا أعرف شيئاً ولا اهتم بالسياسة.. وآخر قال إنه لو سقط في الانتخابات سيقاضي الحكومة لأنها «فرتقت» سكك حديد مشروع الجزيرة.. أما الدكتورة فاطمة عبد المحمود.. فقد بدت واثقة من الفوز في الانتخابات.. وأظنها سوف تدشن حملتها بحشد قبالة وزارة الخارجية، وفي الخاطر ذكرى مايو، فقد كانت الخارجية هي دار (الاتحاد) الاشتراكي في ذاك الزمان القريب.. و«قطع شك» ستردد «الساوند سستمات» الأناشيد التي كم أسعدت الدكتورة كثيراً ولا بأس من أن نعيدها مرة أخرى بلا حذف أو إضافة.. ونحن موعودون بأن نستمع مرة أخرى الى.. يا مايو حبيب زي اختي واخوي زي أمي وأبوي.. و«توجناك يا الرسن يا البقليبا صافي طيب».. ولتذهب الانتفاضة الى الجحيم ولتتبدد في الفضاء.. اناشيد وردي بلا وانجلى.. وانهد كتف المقصلة.. وبكرة نتلاقى