لم يجد الفريق سلفا كير ميارديت النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب بدءاً قبل أيام من رفض هتافات المتظاهرين أمام مقبرة الراحل د. جون قرنق في جوبا والذين طالبوا بسقوط البشير الذي جاء به وبحركته من الغابة وسلّمهم حكم الجنوب وفاء بالاتفاق المبرم وجعله نائباً له وأفسح لهم المجال للامساك بزمام وزارات هامة مثل الخارجية والتجارة والاستثمار وغيرها إلتزاماً بما وقعا عليه في الاتفاقية ثم مكّنه مع حركته من تسلُّم أنصبتهم كاملة من عائدات النفط غير منقوصة وسمح لهم في ظل الكرم الشمالي بان تمتد سلطاتهم للمشاركة في حكم كل الولايات الشمالية.. فكل هذا جعل سلفا كير يقول للمتظاهرين في لحظة صدق مع نفسه إن سقوط البشير يعني سقوطي لاننا في سرج واحد بل ذهب إلى القول الصريح والواقعي بقوله (اننا لا نستطيع أن نحكم بدون البشير مثلما لا يستطيع هو أن يحكم بدوننا).. فهكذاظلّ سلفا كير في كثير من المواقف يعترف بحقائق تتطلب أن تتحول الى مواقف لا تحيد عنها حركته أو ينزوي عنها أصحاب المصالح و الاجندة الداخلية والخارجية.. وقطعاً ان ما توصل اليه سلفا المكتوي بتهريج باقان وصراع القبائل التي يدرك أنه سيتفجّر أكثر لو حكمت الحركة لوحدها الجنوب مثلما يدرك أن سقوط البشير يعني تسلُّق من خرج منهم د. قرنق تاركاً تجمعهم الذي لم يحقق شيئاً وتحالف مع الحكومة عبر الاتفاقية ودخوله والسودان في دوامة لا يعرف إلا الله المخرج منها، مما يجعلنا نقول ان أقوال سلفاكير هذه التي احترمها الناس بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراق الحركة لتصبح مؤسسة لا ينفرد فيها بالقرار باقان ولا يبرطع باسمها عرمان ولا تصدر فيها القرارات إلاّ من خلال كل قادتها ليكون رئيسها هو المسؤول عن التفاهم حولها مع الرئيس ونائبه في مؤسسة الرئاسة وأن يكون الناطق الرسمي وحده هو الذي يتحدث عنها وأن ينحاز الجميع لمواقف رئيس الحركة الذي سجل اسمه استعداداً للانتخابات التي يحاول بعض قيادات حركته إجهاضها.. عموماً ان سلفا كير أمام موقف تاريخي عليه أن يؤكد فيه ان خلافته للدكتور قرنق قد ملأت الفراغ لرجل لم يكن يسمح ببرطعة أخيلة الحالمين أو المتلاعبين بقضية الوطن أو الذين يعملون باشارة من الخارج.