منذ تسرب ما توصل اليه أحد مراكز الدراسات الاستخباراتية الأمريكية بشأن المرشح الأنسب من الجنوب لدعم أمريكا له لمنافسة البشير في الانتخابات القادمة وفقاً لمصالحها والذي رشح الشاب باقان أموم، ظللنا نلاحظ أن باقان أخذ يتعامل بعقلية أنه حاكم الجنوب والأنسب للترشيح للرئاسة وليس سلفاكير، وقد مضى المقربون منه في دعم هذا الإتجاه، بل سارعوا عندما أعلن مرة من خلال أجهزة الإعلام بأن مرشح الحركة للرئاسة هو قائدها سلفاكير بنفي الخبر، والقول إن ذلك الأمر لم يتم فيه بعد مما يعني أنهم يرون أن هناك بديلاً له ثم شهدنا باقان الحالم يسعى بكل ما أوتي من وسائل التهريج الى تلميع نفسه في الساحة باتباع سياسة خالف تذكر، والتي ظل من خلالها حريصاً على إظهار أن أي اتفاق لا يتم معه هو اتفاق غير مقبول لدى الحركة وقد ظهر ذلك في كثير من تصريحاته التي نفى فيها أقوالاً لنائب رئيس الحركة د. رياك مشار، كما ظل يتخذ مواقف لا تتناغم مع أقوال وتعهدات سلفاكير نفسه وأخذ يتمدد بتحركاته لقيادة تحالفات مع أحزاب المعارضة بشكل كثيراً ما أحرج سلفاكير في اجتماعاته في مؤسسة الرئاسة، وهكذا استمر مشكلاً خميرة عكننة في الشراكة الشيء الذي جعلها لا تعرف الاستقرار، بل ذهب الى تسيير مسيرات ضد الحكومة التي حزبه هو الشريك الأكبر فيها، ثم أخذ يحرض على قلب الطاولة على نيفاشا لينعكس ذلك في ما جرى في الجنوب من تعبئة ومصادرة للحريات وصلت حد إحراج سلفاكير وهو يسمع هتافات المتظاهرين أمام مقبرة قرنق بجوبا أمس الأول يطالبون بسقوط البشير مما اضطره للتدخل والقول إن سقوط البشير يعني سقوطي، لأننا في سرج واحد هو اتفاقية السلام، مؤكداً بأن الحركة لن تنسحب من الحكومة لقناعتها بأنها لا تستطيع أن تحكم بدون البشير مثلما لا يستطيع البشير أن يحكم بدونها، مذكراً الهتيفة بأن الإتفاقية حققت الكثير من الإنجازات.. ومن هنا نقول إن ما قاله سلفاكير يعني إدراكه لخطر ما يفعله باقان على سلطته ليبقى من المهم لنا أن يتبع سلفا هذه الأقاويل الموضوعية بقرارات تجعل الحركة تسير وراء قائدها ولا تجعله في وادٍ وتسير هي في وادي باقان المتمدد والحالم بما هو أكبر من قدراته ولو دعمته أمريكا ونواصل.