يوم الأربعاء الماضي ذهبت كعادتي - تتفاوت بين الفينة والفينة - لتمرين كرة القدم بالحي؛ من باب العقل السليم في الجسم السليم،وأيضاً التمارين الرياضية تساعد مرضي السكري على الموازنة وحرقه بالجسم المصاب..وبعدها العودة للصحيفة مرة أخرى لمواصلة عملي. تمرنت قليل من الوقت وخرجت مصابا بجرح بحاجبي - حمدلله أنها لم تكن بعيني - وكان الجرح يحتاج ل(لغرزة) وطالبت الشباب بمواصلة التمرين وذهبت مع صديقي هيثم والشهير بالشبح لاعب أشبال التاج السابق - عندما كانت الأشبال أشبال - ذهبنا لمستشفي النو بالحارة الثامنة الثورة؛ووجدناه مغلقاً ...!نعم كان مغلقا ولماذا...؟ رد علينا أحد أصحاب الركشات الموجودة بالقرب من النو بأنها مغلقة للصيانة...!!؟ قلنا خير.. وأقترحت على صديقي بالذهاب لمستوصف ودنوباوي فهناك بالتأكيد عمليات صغيرة...؟توكلنا على الله وأتجهنا نحوه؛وأنا أنزف من حاجبي ورؤيتي أصابتها الضبابية الحمراء - مع أنني هلالابي حد السكين وسأتسمر اليوم أمام التلفاز لمؤازرة فريقي وتشجيعه حتى النصر إن شاءالله - عند دخولنا مستوصف ودنوباوي أستفسرنا عن مكان العمليات الصغيرة وقيل لنا لابد من مقابلة الطبيب العمومي..!!إذن أين العمومي هذا..؟قالوا لنا انتظروا دوركم لمقابلته - وأنا أنزف من حاجبي وتزداد الضبابية ودوران الرأس - وجدنا حوالي العشرين شخصا في انتظار دورهم.. حقيقية لم أستطع تحمل الألم أكثر من ذلك فقلت ماهي نهاية ذلك..؟رد على أحد العاملين ب ودنوباوي بأنه سيتم تحويلك لمستشفي أم درمان..!! هنا قلت لصديقي هل نحن لانعرف مكان المستشفي..؟!يممنا وجهنا نحو مستشفي أم درمان،ووصلناها نحو السادسة والربع مساء..!! دخلنا وقوبلنا بأهتمام بالغ من كل العاملين بأم درمان المستشفي...من أستقبال وممرضين وسسترات وأطباء وتمت خياطة الجرح في ثوان معدودة وتم حقني بحقنة بانسلين؛وهي التي سألني عنها الممرض هل لديك حساسية منها..؟ قلت له البانسلين ياتمرجي..؟ هذه فقط معرفتي به ...! ولست أدري..؟ربما نعم وربما لا..!! فتم حقني بكمية بسيطة لمعرفة ذلك،والحمدلله لم تكن هناك حساسية من البانسلين.. هل رأيتم عناية وأهتمام أكثر من ذلك..؟ وقبيل مغادرتي للمستشفي طلبت مني الطبيبة نظافة الجرح وتغيير الشاش كل يومين وبعد أسبوع فك الخيط منه. فعلا بعد يومين ذهبت للمستشفي نفسها لغيار الجرح ونظافته..!!وتصوروا ماذا قالت لي موظفة الأستقبال..؟!! قالت أنهم لايقومون بالغيار والتنظيف!! لماذا؟لأنهم مزدحمون بالحالات الأخرى.وهذه حالة لاتستدعي العمل عليها..!ومن الأجدى الذهاب لأحد المستوصفات للقيام بذلك..!!؟ أي والله قامت موظفة الأستقبال بأكبر مستشفيات السودان بتحويلي - شفاهة - لأي مستوصف ..؟!! هل سمعتم بأمر كهذا؟أن يقوم مستوصف بتحويلك لمستشفي فهذا شئ عادي..!! ولكن أن تحولك المستشفي الكبيرة في امكانياتها ومساحتها وعدد موظفيها لمستوصف لايتعدي مكانا وعتادا..عنبرا واحدا بأي مستوصف..!؟ خرجت ولا ألوي على شئ..وقد إزداد صداعي. قمت بربط هذا الأمر بتوظيف الخبر الصحفي،وهو أن يعض كلب شخصا،ليس بخبر ولكن أن يعض الشخص كلبا فهذا هو الخبر... وضحكت في نفسي وأنا أقهقه،هذا حال الدنيا وتمتمت ببعض كلمات أغنية الفنان الصديق طه سليمان ..تمام ياعوض دكام،وأنا متأكد أنه ليس ب تمام،ولكنه السودان،خطوات للأمام ومثلها تربيع إلى الوراء،فأي مستشفي عندما تدخلها تكون متأكدا بأنك ستجد كل العناية والأهتمام عند مرضك أو متابعته،وحتى تشفى . ü أنا لا أبخس حق هؤلاء من وزارة الصحة وبقية أجسامها الممتدة في جميع بقاع هذا الوطن،ولكن في الوقت ذاته يبقي سؤال ...؟ هل أنتم مقتنعون بأدائكم..؟فمن فروض العمل أتقانه،والأتقان يشمل في اعتقادي مباشرة العلاج ومتابعته حتى بوادر الشفاء..أليس كذلك؟ ياصحة ويامستشفيات هل أنتم مقتنعون بهذا الأمر..؟وهل من الصحيح التحويل للمستوصفات من الكيان الأكبر..؟وهناك عدد من الحالات المشابهة لحالتي تم تحويلها أيضا للمستوصفات..!! تخيلوا لو جاء مريض كبير السن ومصاب بسكري ويحتاج لغيار ونظافة جرح وفي يوم جمعة ..؟هل سيكون الرد لن نستقبلك والرجاء الذهاب لأحد المستوصفات..؟ وفي النهاية... حال المستوصفات يذكرني بلاعب الكرة الذي أراد أعلان أعتزاله.فأقترح عليه أعداؤه - أقصد أصدقاؤه - بأن يكون مهرجان الأعتزال يوم الجمعة وعند وقت الصلاة...! ü الليلة يوم الرجال... اللهم وفق هلالنا وأنصره وأسعد الملايين من أبناء هذا الوطن المثخن بالجراح...فقط لينسوا .. ؟ آمين يارب العالمين.