سِيرة وانفتحت..! وثبت بالدليل القاطع أن الجماعة شغّالين «كواديك» ضدّ بعضهم..! هذا ما أكده الخال الرئاسي عندما قال، بأن الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي، كمال عُمر، بحوزته «كادوك أصلي بلادو»، يسيطر من خلاله، وطول الوقت، على ابتسامات التُّرابي..! هذه التكشيفة، أوجعت السيد كمال عُمر، فعاجل إلى نفي «العمل التكدِيكي» مِنْ أساسه، باعتباره «دجلاً وشعوذة»، وأوهاماً لا يؤمن بها، ولا تُوجد إلا في ذهن الطيِّب مصطفى..! والحقيقة أن إفادة الخال الرئاسي في هذا الموضوع، جاءت في وقتها، فهي تؤكد، منْ حيث المبدأ، على مكانة شيخ حسن الرّفيعة، لدى كافة الأطراف الحركية، وتُلقي الضوء كذلك، على سقوفات السيِّد عُمر، وما إذا كان طموحه في المجال السياسي، يتجاوز حالة كونه في المعيّة، أو أنه «داير يكاوي» أو يغيظ، قوماً آخرين، بذلك القُرب القريب من شيخ الأشياخ..! على أنّ إفادة الخال الرئاسي، بشأن الكواديك «العُمَريّة»، يشوبها بعض الضّعف، من ناحية أن السيد عُمر، كان أحرى به «تكديك» النظام..! وهذا ليس صعباً على الرجل الذي ظهر قبل فترة قصيرة، في قناة الجزيرة، وقال: «إن هذا النظام لا يُمْكِن ترقيعه»..! ثمّ عاد بعد أيام وأكد في بواكير حِوار الوثبة، أنّ علاقتهم مع المعارضة «كانت وهم»..! إذن، لعله الوازِع الديني كما يقولون، أو لعله «الوَرَع»، هو الذي منع السيِّد عُمر من «تكْديك» سيدْ الجِّلِد والرأس..! وعلى كلٍ، فقد أكدت هذه الهجمة المُرتدّة بين السيّد عمر والخال الرئاسي على أثر «العمل» المدفون بينهم، فبنحوٍ من ذلك ذابَ أحدهم، واستراح الآخر في حقل الصحافة، وبفضائية في الطريق، وهذا النوع من الانتصارات المُباغِتة لا تتحقق، إلا عن طريق «الرِّتينزات»..! والرِّتينزة، أو الكادوك، ليس بدعة في هذا الزمان، خاصة وأن المكشوف من أسرار الحقبة الأولى، يشير إلى أن العاملين عليها، كانوا يشرفون على تذويب مِحاية «حَاج أبّكّرْ» في الصّهاريج، وما تبقى منها يطرحونه في ماء النيل لفائدة الأخوان في شمال الوادي!.. وغير ذلك، هناك كوادِيك ظاهرة للعيان، مِنها على سبيل المثال «همبول الأصبعين» الذي شُيِّدَ من قبل ويحتوي على صُّرّة، «وارِد بلاد برة»، والهدف منها هو تعويق المُظاهرات، وحماية البلاد من الانقلابات..! وفي أحد أيام النّحس، وكما هو معلوم، سقط أحد أصابع «الهمبول»، فقامت الدُّنيا «في أحداث سبتمبر»..!ولو لا أنّ الوِلاية ثبّتتْ الأصبع في مكانه ب «صُباع أمير»، لكانَ ما كان..! ومن المأثورات عن هذا الكادوك تحديداً، أن فعاليته تتجدد كل حين مع لون البوهية، ولهذا يشاهده العابرون، مرة بطلاءٍ أزرق، ومرة بلون عنّابي، ومرة أخضر.. وأعتقد أن لونه الآن، في مستوى الأبيض الغامق، أو قريب مِنْ البمْبي..! هذا طبعاً غير الكواديك المشغولة في الضواحي، مِثل سنّار، وبعض النّقاط الحدودية مع دارفور والجِّبال.. وهذا غير الكواديك المعْمولة في بيت المال، والتي تختص بها الرائدات في «التدبير المنزلي»..! وبينهنّ ذات الرِّداء الأبيض، والتي دفنت كواديكها في المزرعة، وبينهُنّ أيضاً، من تحمله في شنطة اليد..! هذا طبعاً، غير كواديك ابن عبّاس، وعدا كواديك الزّيتونة، وعدا كواديك المثقف، التي أبطل مفعولها أهل السنّة والجماعة، بعد أن وردت إليهم أنباء شبه مؤكّدة، حول ميول العضو المُحترم نحو طهران..! أما أصعب الكواديك الإنقاذية قاطبة فهو ذاك الذي تم تجهيزه من قبل أحدهم، وتم حمله الى واشنطن، حتى قيلَ إن الرّئيس باراك أوباما «رَقَدْ سَلَطة»، بمجرد دخول الوفد، إلى فضاء العاصِمة الأمريكية، واشنطون دي سي..!!