تابعة لمحلية السوكي التي عاصمتها مدينة سنجة ولاية سنار، ولا تبعد عن مدينة سنجة نصف ساعة بالعربة، وهذه المدينة تقع شرق النيل الأزرق، وكان سابقاً يقطنها أبونا الشريف محمد الأمين الخاتم وأولاده الأشراف، الشريف النور الشريف الشيخ والشريف العبيد والشريف يوسف والشريف محمد والشريف كوارتي والشريف التجاني الخليفة حالياً، كل هؤلاء الأشراف لهم أتباعهم وحيرانهم من كل تلك المناطق المجاورة لمدينة كركوج، وهم أعرق الأسر التي تعيش في عالم متماسك ممزوج بالمحبة والكرم والشجاعة والأناقة، وهي مدينة جميلة وسبب جمالها وروعتها كان يسكنها السيد/ عوض أبو العلاء الذي ترك فيها زخيرة أخلاقية وإنسانية من أحفاده وقد أورثهم روح المحبة والكرم الذي ليس بعده كرم. لأن كركوج مدينة جميلة بسكانها، ولقد حضرت فيها ليلة زفاف اشترك فيها أهل العريس وأهل العروس والأهل والأصدقاء، وقبل أن تبدأ الحفلة التي يفرح فيها العرسان والأهل.. اصطحبني لتلك الليلة العجيبة السيد/ حموري صديق وحميم، يعمل صيدلي بصيدلية كركوج لأن موقع منزله بالقرب من منزل ذلك الفرح، وهذا كان في يوم الجمعة الفائتة.. حقيقة أن تلك أول ليلة أرى مثلها في حياتي كلها وقد أعجبني فيها مستوى المواطن الكركوجي الكبير والصغير، لأن كل رجل يرتدي أجمل الملابس التي تجعله أنيقاً وفي صورة إنسان يحس ويشعر بالجمال ويدرك الأناقة التي يحس بها الإنسان الرقيق الذي يشعر بالجمال ويدرك الأناقة وحقيقتها ووضعها الاجتماعي في النفوس البشرية. والأجمل من ذلك التعامل الوجداني الذي كان يتعامل به هؤلاء الرجال مما يستوقف الأبصار، وأما الشباب صورهم الجمالية الصادقة في الجمال وخفة الشعور الإنساني وملابسهم التي ارتدوها توحي بالذوق الرفيع المبدع الرائع الذي يوحي بروعة الحياة وانسياب فرحتها في النفوس. أما السيدات، إحقاقاً للحق، كل ذلك العدد الذي جاء إلى الحفلة، وكل سيدة فيها روعة الجمال وحشمة الكبار، فإذا مشت صحة ورزانة ممشوقة القوام وممتلئة الجسم، ذلك الإمتلاء الذي يخلق في الروح الإعجاب مقروناً بروعة الحياة، والواحدة تجدها مستديرة الوجه، معجبة بجمالها رغم كبر عمرها لأن قوامها صورة جمالية وهبته لها العناية الإلهية من جمال وعقل يفرض إرادته وقوته عليك بأن تحترمها، عندما تنظر إليها ترى فيها لطفاً كثيراً وأدباً جماً ويعجبك تهذيبها وأدبها وحديثها المهذب ونظرتها الساحرة التي تحس بها ممزوجة بالعفة والفضيلة، وأخلاقها تؤكد لك أنها معدن مزج بين الأمانة والصدق، وأي سيدة كانت تجلس في تلك الحفلة إذا ابتسمت بسمتها أشبه ببسمة طفل نال شيئاً كان يطلبه وهو باكٍ لا يصدق أنه ناله وأمل. كل المجتمعات بمدن السودان يجب أن تكون مثل مجتمع كركوج الواعي الراقي الرقيق الشفاف الإنساني الكريم الشجاع.. أما الفتيات، فالإنسان لا يستطيع أن يتكلم لأن في فمه ماء وهل يتكلم من فمه ماء. وغداً أواصل بإذن الله،،،