قالت صديقته بعد الكارثة: « أذكر الآن أن أندرياس قال لي ذات يوم، في يوم ما سأعمل عملا، وسيتردد إسمي في كل العالم!» كان يعاني من إكتئاب حاد، وكان ذا ميول إنتحارية، كما كشفت التحقيقات والوقائع هل من يعاني من الإكتئاب وميول الإنتحار، يظل يبحث عن بطولة مخادعة، وزائفة؟ الأطباء النفسانيون يمكن أن يجيبوا على هذا السؤال، وإلى أن يتفضلوا بالإجابة، يظل اندرياس باسقاطه الطائرة الألمانية بإصرار فوق جبل الإلب الفرنسية، يملأني خوفا من كل مساعد طيار وطيار.. تماما مثلما يملأني أي حلاق في الدنيا، بخوف لانهائي! أندرياس، قتل جملة من الأرواح ليتردد أسمه في العالم، وهو بهذه البطولة الإنتحاربة الزائفة والمتوحشة، أجبر معظم شركات الطيران لاتخاذ إجراءات احترازية إزاء الطيارين ومساعديهم الذين هم، ربما يكونوا يحملون ذات جرثومة اندرياس.. أندرياس لوبيتس.. ومن هذه الإجراءات وضع ثلاثة في كابينة الطائرة، حتى إذا ماخرج الطيار إلى الحمام مثلا- وهو ماحدث في الرحلة المشؤومة- وأراد ثالث الثلاثة ان ينتحر بالجملة، صارعه الثالث.. وفتح «الباب اللعين»، الذي كان يخبط عليه الطيار ويهوي عليه بفأس، فيما كان أندرياس الذي أحكم إغلاقه، يهوي بالطائرة، وهو يقول بألمانية ميركل: « علىّ وعلى جميع مافي الطائرة ياهذه الميول الإنتحارية التي تسكن روحي، وتستبد بي! تخيلته قبل الإرتطام الوحشي، يبتسم، وهو يتذكر جملته لصديقته.. وهو يرخي أذنيه لكل العالم وهو يردد اسمه: أندرياس.. أندرياس! أتخيل: في اللحظة( ديك) ارتاح أندرياس لأول مرة في حياته! شخصيا.. وأنا جزء من هذا العالم، رددت إسم ذلك الإنتحاري الذي كان يبحث عن الشهرة، بلساني هذا.. وملأ اسمه أندرياس.. أندرياس أذني هاتين.. الطويلتين، وكل الإذاعات والشاشات ، تلوكه، ولا تكاد تبتلعه على الإطلاق! هل سيلوك العالم، اسم الحلاق الي سيجز أذني، أو يقطع رقبتي، وأنا على كرسي الحلاقة.. في المريلة.. وفي يده مقص لعين يطقطق.. وأمامه شفرة سنينة ولعينة؟ أيها الناس.. إنني مصاب بفوبيا الحلاقين.. ومن الحلاقين من هو مصاب بالإكتئاب.. وفيهم من هو مصاب بالبحث عن الشهرة! أنظروا إلى شعري هذا الذي يطول ويطول.. ويصيّرني أشعثا.. أولا يقول لكم بكل بساطة إنني مصاب بهذا النوع من الفوبيا؟ أنا مؤمن.. والمؤمن مصاب.. وغدا أتحدثُ إليكم عن أسباب هذه الفوبيا اللعينة!