راجت في المواقع الإسفيرية «فيس بوك- واتساب» حملات لمقاطعة الانتخابات دعت إليها بعض قوى المعارضة والتي اتخذت شعارها «قاطع الانتخابات» لمطالبة الناخبين باتخاذ أساليب مختلفة للمقاطعة أبرزها تعليق لافتة على أبواب المنازل تكتب فيها عبارة «عفواً أيها المرشح ساكني هذا المنزل مقاطعون فلا تطرق الباب منعاً للإحراج».. ووجدت هذه الدعوات تفاعلاً من قبل المواطنين عبر المواقع. ولكن يبقى السؤال هل تفلح هذه الدعوات في الحيلولة دون وصول بعض الناخبين لصناديق الاقتراع؟! وجاءت الإجابة في جولة قامت بها الصحيفة أمس شملت مناطق مختلفة بولاية الخرطوم استطلعت من خلالها عدداً كبيراً من المواطنين أكدوا أنهم غير مقاطعين وأنهم لن يستجيبوا لمثل هذه الدعوات، مبررين ذلك بأن التصويت حق كفله لهم الدستور، مؤكدين مشاركتهم في الانتخابات. ومن جهة أخرى طالب المؤتمر الوطني دعاة المقاطعة من المعارضين بالرحيل عن الواقع السياسي والدخول في جحورهم. وأكد الوطني اكتساحه للانتخابات بأغلبية ساحقة وبأعلى تصويت على مستوى انتخابات رئاسة الجمهورية والهيئة التشريعية القومية والمجلس التشريعي الولائي. وذلك ما جاء على لسان رئيس الحزب الحاكم بولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر، فيما شن وزير الإعلام أحمد بلال عثمان هجوماً كاسحاً على قوى المعارضة التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات التي تنطلق اليوم قائلاً : إنهم يهربون من الاستحقاق الانتخابي وعرض أنفسهم على الجماهير. وأكدت مجموعة من طلاب الجامعات استطلعتهم الصحيفة حول ما إذا سيقاطعون أم لا.. أكدوا عدم مقاطعتهم للانتخابات وسخروا من دعوة المقاطعة لتعليق لافتة أمام بوابات المنازل، وقالوا نحن نذهب للتصويت عبر صناديق الاقتراع في المراكز، ولا تأتي الصناديق إلينا في المنازل. فيما أشار آخرون إلى مقاطعتهم للانتخابات، وقالوا لن نصوت فالحكومة لم تقم تجاهنا بواجبها فنحن خريجون منذ العام 2010 ولم نجد وظيفة حتى الآن ونأتي للجلوس أمام الجامعة حتى لا نجلس بالمنزل ولذلك فلن نصوّت. الوطني أبدى ثقته في كسب الجولة الانتخابية بحسب نائب رئيسه البروفيسور إبراهيم غندو، الذي كشف في مؤتمر صحفي عن الخطة التي أدوار بها الحملات الانتخابية لأجل تحقيق الفوز من الجولة الأولى خاصة على مستوى الرئاسة. وكان كثيرون فسروا إطلاق سراح قيادات المعارضة وعلى رأسهم رئيس قوى التحالف فاروق أبو عيسى بأنها محاولة لتلطيف الأجواء السياسة. فيما قال محللون سياسيون إن المقاطعة مشروعة حال لم تصاحبها أعمال تخريبية أو عنف والتي أعلنت الشرطة التصدي لها وأظهرت قوتها الأيام الفائتة ورفعت يد «البطش» أمام المخربين. يبقى الفيصل في مستوى الإقبال على الصناديق اليوم، خاصة وأن جهات ومؤسسات شبابية وطلابية حثت على المشاركة عبر حملات «صوت»، فيما كان مواطنو شمال دارفور من أنصار الوطني رفعوا شعاراً طريفاً يقول «صوَّت صاح عشان ترتاح».