عند الحادية عشرة صباحاً بالضبط توقفت ثلاث عربات بيضاء من فئة اللاندكروزر تحمل لوحات بيضاء قال لي وزير شؤون الرئاسة صلاح ونسي إنها تتبع للمؤتمر الوطني، ترجل من السيارة في الوسط مرشح الحزب الحاكم للرئاسة المشير عمر البشير وحرمه السيدة ودواد، وبرفقتهما مدير مكتبه الفريق طه عثمان أمام مركز الإقتراع بمدرسة سان فرانسيس بالخرطوم، التي تقع على مقربة من مقر إقامته، كان في استقبال الرئيس قيادات حزبه، نائبه بالوطني البروفيسور ابراهيم غندور، القيادي مرشح الدائرة د. الحاج آدم، أمين قطاع العلاقات الخارجية صلاح ونسي الذي أدلى بصوته مبكراً، ونائبته أميرة الفاضل، وأمناء السياسي حامد ممتاز، الطلاب مامون حسن، المشروعات الاقتصادية المجتمعية د. هادية مبارك المجذوب والإجتماعي مها عبد العال. - قبل وصول الرئيس كان المركز يعج بالحيوية والنشاط، حيث تواجد العشرات من الصحافيين والإعلاميين ووكالات الأنباء والقنوات العالمية بجانب عدد كبير من المراقبين الدوليين والمحليين، كان الأمين العام لمجلس الشباب العربي والافريقي عوض حسن مرافقاً لعدد من المراقبين الدوليين، وعندما عرفني بهم إستفسرني أحدهم من لبنان عن الانتخابات أصغ الي باهتمام بالغ، أكبرت فيه الأمر.. وكذلك تواجد وفد اتحاد الصحافيين بقيادة عبد الماجد عبد الحميد ومرتضى شطة، وبرفقتهما مراقبين صحفيين وإعلاميين من الخارج. - استطلعت عدداً من الوكالات.. غندور الذي صافح عدداً من الصحافيين وتجاذب معهم أطراف الحديث وكدأبه أشاع جواً من الفكاهة في أوساطهم واستنطق آخرين.. د. الحاج آدم الذي اطلق لسانه للإنجليزية، كان مدير مكتب الجزيرة المسلمي الكباشي يتجول في المكان، ومعه فريق كامل لقناة الجزيرة، وكان بين الحضور مدير سوداتل طارق حمزة الذي صافح البشير وحرمه. - لم يتواجد طاقم تأمين الرئيس بكثافة في المكان وكانوا قله، بل وكانوا لطيفين فوق المعدل، بعد مصافحة البشير لإخوانه نحو دقيقتين فقط قطع نحو ستين متراً وكان يبدو مرتاحاً ولم تفارق الإبتسامه وجهه وحرمه، لم يتحدث مطلقاً كبر نحو ثلاث مرات عندما قابله مواطنون بالهتاف أقسم لهم أحدهم بالقول: «والله العظيم نحن معاك ياريس» رد عليه الرئيس بتكبيرة وابتسامة عريضة.. وقف الرئيس أمام لوحة تضم الذين يحق لهم الإقتراع طالع اسمه سريعاً في القائمة التي تبدأ بحرف (العين) وكان أحد مرافقيه قد أرشده الى اسمه... مضى بعدها الى داخل أحد الفصول، كان التدافع من المصورين كبيراً، انتظر مدير مكتب الرئيس طه عثمان والسكرتير الصحفي للبشير بالخارج، وقد صافح طه عدداً من نسوة الوطني (اميرة الفاضل، د. هادية المبارك، مها عبد العال، نعمات أحمد حرم مساعد الرئيس غندور- حضورها بصفتها مسؤولة المهنيات)- وقالت أميرة الفاضل ل (آخر لحظة) إن الانتخابات أصبحت واقعاً بعد أن كان البعض يمني نفسه أن لا تقوم، وأشارت الى أن مشاركة العشرات من الأحزاب دليل وعي سياسي يحقق الديمقراطية عبر الصندوق وليس سواه.. وامتدحت الرقابة الدولية من الإتحاد الافريقي والبرلمان العربي، وبقية الهيئات والمؤسسات الدولية. - بعد أربعة دقائق فقط خرج الرئيس وقد خضب أصبعه. - شق الزحام لكن ليس بصعوبة، بعد دقيقتين حجز مقعده الأمامي في العربة باعتبارة مواطناً عادياً، انتظر الرئيس لنحو دقيقتين حرمه التي لحقت به بعد أن مهرت بعلامة (الصاح) نعم للبشير- بكل تأكيد- واستغلت المقعد خلف الرئيس وعلى شمالها طه عثمان.. غادر الرئيس المكان بعد أوفى بوعده بعدم تأجيل الانتخابات وهو ما ذهبت اليه القيادية بالوطني د. هادية المبارك التي تساءلت في حديثها للصحيفة لك أن تتخيل كيف كان سيكون الوضع لو تم تأجيل الانتخابات وقطعت بحدوث جدل سياسي عقيم في تلك الحال. - كان التدافع كبيراً في المركز كونه يقع في منطقة استراتيجية تعج بالموظفين من قوات نظامية ومدنيين، وكان الترتيب عالياً، والنظام دقيقاً، ربما لأن المركز سيكون محطة لاستقبال قيادات الدولة الذين يقطنون بحي المطار.. وتم نصب خيمة ضخمة على مقربة من باب المركز لم اتحمس لالقي عليها نظرة لكن واضح كان بها ماء بارد وشاي. - مضت الأحوال هادئة بالطبع سيما وأن المركز على بعد خطوات من جهاز الأمن الوطني والمخابرات.