السيد/ رئيس الجمهورية القادم .. لك التحايا والود والاحترام والسلام.. ولا نملك غير أن نرسل لك باقات ملونة من التهاني.. وأنت تدخل القصر الجمهوري رئيساً لجمهورية السودان .. ودعني أرفق مع تهنئتي.. فاصلاً من موسيقى ناعمة وأنيقة تصدح وتردد في غير ملل إنك جد محظوظ.. كيف لا والظروف تمنحك هبة أغلى من الماس وأنت تحكم وطناً بديعاً وشعباً مدهشاً وفريداً.. الآن يجب أن تدرك أنك سوف تحكم وطناً وشعباً تغنى له أروع وأغلى أبنائه وخلدوه شعراً ونحتاً وحفراً بالأظافر على الحجر.. لتدرك أن قيادة مركب كهذه والإبحار ببارجة كهذه، إنما هي مسؤولية تنوء بثقلها الراسيات من الجبال.. سيدي الرئيس القادم.. وقبل الدخول والإبحار في بحر متلاطم من الوصايا وحزم المطالب.. ودفاتر من الرجاء.. دعني أقول .. أنا لم أكتب اسمك.. رغم أني أعلم وكل الشعب السوداني يعلم .. وكل المحيط الاقليمي يعلم .. وكل العالم يعلم .. وحتى كل الستة عشر رجلاً ومعهم الإمرأة المرشحين لرئاسة الجمهورية.. كلهم يعلمون اسم الرئيس القادم رباعياً.. ولكني أحجب الاسم عمداً لسببين اثنين أولهما إني لا أود أن أخرق جداول المفوضية .. وأقفز بالزانة وأحرق المراحل لأكتب اسم الرئيس القادم.. ثاني الأسباب إني لا أود أن أفسد على البروف الأصم بهجة يومه وأحرق له «كرت» فرحه وهو ينتظر يوم إعلان النتائج.. حيث يكون الرجل في ذاك اليوم هدف كل الآذان والأبصار، وفلاشات الكاميرات، تعشى عينيه وغابة من المايكات مزروعة كالسنابل في انتظار كلماته، وهو يعلن اسم رئيس الجمهورية القادم .. سيدي الرئيس .. سنمطرك بوابل من المطالب .. ونحيطك إحاطة السوار بالمعصم بغابة من الأماني.. ونغرقك في نهر الأمل والرجاء.. كل ذلك رغم إني كنت مقاطعاً للانتخابات.. ولكن تلك المقاطعة لن تلغي ولو شولة من كامل مواطنتي وانتمائي الحديدي لهذا الوطن الجميل.. كذا هو حال كل العالم .. عند أي انتخابات تجري على ترابها .. لن أطوف بك العالم الأول حيث الأبالسة «اليانكي» ولن أصطحبك إلى عواصم وبلاد أولئك «الكفار» في أوربا ولن أحدثك عن كيف يكون المواطن الجمهوري مواطناً كامل المواطنة.. له نفس الحقوق وعليه كل الواجبات عندما يخسر حزبه أمام الديمقراطي في أمريكا.. وكذا الحال في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وكل بلاد اللسان الأعجمي.. لن أحدثك عن أولئك لأنكم الستة عشر مرشحاً كلكم مسلمين وهبكم الله نعمة الإسلام.. فقط أعود بك إلى عهد الخليفة العادل الراشد ابن الخطاب الذي كان لا يحب أحد الرعية الذي كان قد قتل أخاه بالخطأ.. وفي يوم من الأيام اشتد غضب أمير المؤمنين على ذاك الرجل وهو يتذكر أخاه المقتول.. فقال للرجل.. والله إني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم.. هنا قال الرجل في ثبات، وهل ذلك يحرمني حقاً من حقوقي هنا قال أمير المؤمنين في حزم ورشاد .. لا والله لا يحرمك شيئاً هنا.. قال الرجل ليس ذلك مهماً أبداً إنما تأسى على الحب النساء.. مع السلامة بكرة نواصل