اختيرت القصيدة « نحن جند الله ، جند الوطن « من ضمن قصائد أخرى، شاركت في مسابقة عامة، تشيد بقوة دفاع السودان «نواة الجيش السوداني»، عند تأسيسها في عام 1955 م. وعندما نال السودان استقلاله في عام 1956 م، اختيرت الأبيات التسعة الأولى من القصيدة «مع الأحرار»، لشاعرها أحمد محمد صالح ،لتكون نشيداً وطنياً ، لحّنه الموسيقار العقيد أحمد مرجان، من سلاح الموسيقي عام 1958م. ويطلق علي هذا النشيد، إسم السلام الجمهوري، عند عزفه موسيقياً، كما يسمي إختصارا، نشيد العلم ، أو تحية العلم..وهذا هو الجزء الذي تم اختياره للنشيد، الذي قال عنه جعفر النميري...»سيظل هذا العلم، عالياً خفاقاً ،على طول الدهور والأزمان» : «نَحنُ جندُ الله جندُ الوطن / إن دعا داعي الفِداء لمْ نَخُن نتحدىَ الموت عِندَ المِحَن/ نَشتري المجدَ بأغلى الثّمن /.../ يا بَني السّودان هذا رمزُكُم/ يَحِملُ العِبْءَ ويَحْمي أرضكُم «.. وبقية كلمات القصيدة ،التى انتُزِع منها هذه الأبيات ،كانت أكثر عزماً ، ممّا تغنينا به ، فهي تقول: « نحن أسد الغاب أبناء الحروب / لا نهاب الموت أو نخشى الخطوب / نحفظ السودان في هذي القلوب / نفتديه من شمال أو جنوب/ بالكفاح المُرُّ والعزم المتين/ وقلوب من حديد لا تلين / .. نهزم الشرَّ ونجلي الغاصبين / كنسور الجوّ وأُسد العرين..ندفعُ الرَّدى/ نصدُّ من عدا / نردُّ من ظلم».. و فى اليوكيبيديا ،على الإنترنت، اُهمِل هذا البيت :»هذه الأرضُ لنا ، فليعش سوداننا ،علماً بين الأُمم».. لنبدأ به ، متسائلين: هل «غالطكم» أحد ، في ملكية هذه لكم؟ فإن هذا القول ب «تأكيد المؤكد» وهو سيادتنا الأصيلة ، يضعِف معنى مِلكيتنا الحرّة للأرض ، فلكأنها «حيازة» بوضع اليد..! ما معنى أن تقول لي، عند مفترق الطرق :»هذه الأرضُ لنا»..! ثم ينتقل النص المُختار، قافزاً من «أرضنا»، إلى «سوداننا»،، الذي نرجو له أن «عَلَماً»، أي شهيراً بين الأُمم..والشُهرة تلتصق بالحي ، أكثر من جامد الأرض..نعم، الأُمّة حيّة، و هي الأرض والشّعب.. والأُمّة لها الكثير من صِفات البشر،،هذا صحيح.. لكن، لم لا يكون رمزنا / أو نشيدنا ، دقيقاً بسيطا مُباشراً وسلساً، يحمل المعاني المُجازة ذوقاً ومعنى، ويكون واضح القسمات، مثل كثير من أناشيد العالم مِن حولنا..؟ فهل تتوفر معاني «الدقة والمُباشرة والسّلاسة والبساطة»، في نشيدنا..؟ كلّا..! إنّه نص ركيك، وبه أخطاء مفاهيمية عديدة ، فضلاً عن أنّ لحنه لا يتّصِل بالسُلّم الخماسي، ولا « الميلودي» السوداني،الذي يُميِّزنا موسيقياً عن الآخرين،، لأن الملحن أحمد مرجان استقى لحنه من معزوفة إنجليزية..! ولهذا وذاك ، فإن هذا النّشيد لا يصلح رمزاً لأمّة الأمجاد، التى أنشدت:»نِداءاً عاطِراً، تعدو به الرِّيح «..!