صياغة الإنسان ، وتربيته ليكون مفيدا لنفسه وأمته ووطنه ، عابدا لربه محافظا على قيم الإنسانية متسربلا بالفضيلة ..هي أهم أهداف التربية في هذا الوطن المعطاء، ولقد ظللت لزمان طويل أسعد بنجاح المؤسسات الحكومية ، ويفرحني جدا تفوق مدارس الدولة وإحراز تلاميذها للدرجات العلا، ولقد ظلت بعض المدارس تتربع على قمة التفوق في ولاية الخرطوم ك( الطيب سعيد بنين وبنات والعزبة بنين وبنات في بحري وبشير العبادي في أمدرمان وحي عبدالمنعم والاتحادبالخرطوم) هذا العام كسابقاته تقدمت مدارس الطيب سعيد بنين وبنات والعزبة بنين وبنات (الأملاك بحري) بقيادة ربانها الأستاذ الجليل محمد جبارة ووكيله أسامة محمد أحمد وكوكبة من أفاضل وخيرة معلمي بلادي أمثال فائز دراج وزهير القمش وحيدر أحمد وهادية أبو القاسم.والبنات بمديرتها المنجزة المميزة فائزة حسين ومعلماتها بدرية ونهى عثمان وبقية الكوكبة الفريدة. و.... تفوقت هذه المدارس وأحرزت المراكز المتقدمة علىقريناتها وتربعت على عرش الإنجاز ، ولم يكن ذلك وليد الحظ أو الصدفة ، بل جاء الإنجاز لتضافر كثيرين من أهل التربية والتعليم في محلية بحري ووحدتها، فلا أحد يستطيع أن ينكر دورمدير تعليم وحدة بحري الأستاذ جلال الدين الإمام والمساعد الفني الاستاذة نعمات علي الحاج وكوكبة الموجهين والمشرفين الذين كان لهم الفضل الكبير على تفوق الوحدة لتدخل مدارس أخرى وتتربع على مراتب التفوق الذي ابتعدت عنه لزمن وهي المدارس العريقة التي كانت لها صولات وجولات كمدرسة سعد بن أبي وقاص العريقة ببحري بقيادة ربانها المعلم المطبوع أحمد ابو قرجة وكوكبة مشرقة من معلميه أمثال الفاضلة هالة عبدالوهاب ويوسف احمد وعبدالمنعم وأقرانهم ، ومدرسة الحميراء بشمبات شمال بقيادة المعلمة المبدعة مها الشيخ وأركان حربها من المعلمات المميزات ، كان التفوق ثمرة قوافل التوجيه والعمل المنظم،وخاصة( الأستاذ خالد سعيد والمربية الفاضلة نعمات علي البشير وعزيزة الصاوي )فهؤلاء الخبراء لم يألوا جهدا لتقديم كل مايفيد العملية التربوية، وتحديثها، وكان أثرهم واضحا في كل الوحدة، والمدارس المتميزة هذه، استفادت من هذا العمل إضافة للمجهود الجبار الذي يقوم به معلموها ، أولئك الأفاضل والفضليات الذين يكرسون أوقاتهم العامة والخاصة للمحافظة على هذا التميز والسمو ، الذي اعتاده الناس منذ سنوات. ولقد ساهم تضافر المجالس التربوية وصديقات المدارس أولئك الحرائر اللائي مافتئن يقدمن الغالي والنفيس من أجل رفعة وتقدم المدارس، يذللن الصعاب ، ويساهمن في انشطة المدارس ، وتقديم الضيافة الكريمة لزوارها وهنا شعرت بفهم عميق لمعنى بيت الشعر المتداول لزمان الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيبا الأعراق. ماأجمل أن يكون التنافس محموما بين المدارس، لإحراز المراكز المتقدمة ،تنافسا شريفا ، كلُ هدفة ترقية وتنمية ، مدارس الدولة (الميري) تلك المتاحة لأبناء هذا الشعب العظيم، وما أروع أن تتعاون هذه المدارس مع بعضها البعض، لمصلحة التلاميذ فالهدف ليس تجاريا والمدارس ليست ملكا لأحد بعينه، وهذا مالمسته في عدة مدارس من بينها العزبة. النجاح واعتلاء القمة ليس صعبا ولكن الصعب هو المحافظة على المكانة السامية التي يصل إليها الإنسان ، ولقد ظلت مدارس العزبة والطيب سعيد بنينها وبناتها تضع هذا الامر نصب أعين قادتها لذا كانت المحافظة على القمة ديدنهم ، وظل الطموح في زيادة الغلة هدفا لمعلميها، أملي أن تحافظ هذه المدارس على إنجاز هذاالعام(أعني مدرستي سعد والحميراء)..وأن يصل لمرتبتها عشرات المدارس في نتيجة العام القادم..وأن تسعى محلية بحري لتكريم مدرستي الحميراء وسعد بن أبي وقاص وتقديم العون لبقية المدارس خاصة تلك الفقيرة حتى يكون التميز للجميع..ألا هل بلغت اللهم فاشهد