بعد أيام قليلة لهزيمة قوات العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم بولاية جنوب دارفور وتأكيداً لما انفردت به صحيفة آخر لحظة قبل أسبوع بشأن انشقاق قيادات عن الحركة وخروجهم بثلاث سيارات كاملة التسليح ودخولوهم إلى الأراضي السودانية قادمين من دولة الجنوب، عقد قياديان تابعان لحركة العدل حسن محمد عبدالله الشهير ب «الترابي» ومحمد آدم عليان مؤتمراً صحفياً بقاعة الشهيد الزبير محمد صالح أمس، أكدا فيه نبأ الانسلاخ وأعلنا عبره الانضمام لعملية السلام المتمثلة في وثيقة الدوحة بكامل عتادهم العسكري ومرافقيهم. حسن الذي يشغل منصب نائب أمين أمانة الإعمار بالحركة قال خلال مخاطبته للمؤتمر الصحفي في القاعة التي امتلأت عن آخرها بالأعيان وقيادات الحركات الموقعة بجانب أسر العائدين وأصدقائهم وأهل الرهائن الموجودين بطرف جبريل، قال إن حركة العدل والمساواة انحرفت وتحولت إلى منظومة دكتاتورية تتخذ فيها القرارات المصيرية بانفراد دون علم أو استشارة أي من هياكل الحركة، مردفاً أنها تحولت إلى شركة للمقاولات القتالية، وتعمل كمرتزقة مع الحكومات مقابل أموال، وتم ذلك في ليبيا ودولة جنوب السودان التي وجه جبريل إبراهيم بالذهاب إليها عقب تمرد رياك مشار، حيث استباحت قوات العدل مدينتي ربكونا وبانتيو وأخذت من فرع البنك المركزي في عاصمة ولاية الوحدة 15 مليار جنيه جنوبي، تم تقسيمها بين أفراد الأسرة. وكشف الترابي أن دولة الجنوب توفر كل أنواع المساعدات والدعم لحركة العدل والمساواة والتي تتمثل في الإيواء والعلاج للجرحى والتحرك بحرية ووثائق من حكومتها، إلى جانب المعينات والعربات والأسلحة، فضلاً عن فتح معسكرات التجنيد القسري للشماليين هناك، وتوفير السكن لعناصر وقيادات الحركات بجوبا، وواو، وأويل وملكال، مضيفاً أن شهر أغسطس من العام 2014م شهد استعانة جبريل بمجموعة مرتزقة من (40) عنصراً من جنسيات مختلفة شاركوا في حروب العراق وأفغانستان وليبيا، وتابع اتضح لنا لاحقاً أن المجموعة عبارة عن خبراء صهاينة يحملون وثائق مختلفة، وأبان أن المجموعة اليهودية أنشأت وصممت موقعاً إلكترونياً للحركة، وصفحات لها على مواقع التواصل الإلكتروني، وأصدرت مجلة وثائقية عن العدل والمساواة، قالت فيها إنها حركة علمانية ولا تؤمن بالاحتكام للأديان في الشؤون العامة، مشيراً إلى أنها وضعت خطة عمل تهدف لتدمير المنشآت الحيوية وحقول النفط، إلى جانب المصانع الكبيرة والمطارات، وزاد دربت قوات خاصة وقامت بتدريبات أخرى عسكرية وسياسية ونقلت دعماً لوجستياً عبر 35 طائرة أنتنوف كبيرة عبارة عن أسلحة وذخائر وقطع غيار سيارات وأن مدير المجموعة يتنقل بطائرة عمودية وهو بريطاني الجنسية، وأشار إلى أن أسباب خروجهم عن حركة العدل والمساواة تتمثل في التوريث وعدم دستورية قيادة جبريل وتعطيل دور المكتب التنفيذي، إضافة إلى العمالة والارتزاق للدول والتعاون مع بؤر صهيونية هدفها تفتيت البلاد، معلناً استعدادهم للمشاركة في الحوار الوطني الذي دعا له رئيس الجمهورية، كما دعا الحكومة إلى إطلاق سراح الأسرى والعفو عن المحكومين الذين يتبعون لحركة العدل، مشيداً بقوات الدعم السريع التي قال إنها أحسنت استقبالهم وضيافتهم، مختتماً حديثه بدعوة من هم بالحركة إلى تحكيم صوت العقل والانحياز لخيار السلام. المؤتمر الصحفي الذي أعلن عنه في وقت متأخر من مساء الثلاثاء حضره عدد كبير من قيادات الحركات الموقعة على السلام تقدمهم عثمان البشرى رئيس حركة التحرير قيادة الوحدة ومبارك حامد رئيس حزب حركة التحرير ونهار عثمان نهار وصبري الضو والصادق زكريا القيادات بحركة العدل والمساواة جناح دبجو، والأستاذ محمد حارن ومصطفى الجميل إلى جانب اللواء عبدالباقي قرفة رئيس حزب الحركة الشعبية أصحاب المصلحة الحقيقية.