٭ خطأ المملكة العربية السعودية فى السنوات الماضية فى سياستها الخارجية هي البحث عن حليف استراتيجى يتمثل فى دعمها للأشخاص وليس الفكرة، فالسعودية لتكوين حليف استراتيجى لها في لبنان تدعم رفيق الحريري ولكن أطراف اقليمية تقوم باغتيال الحريرى وبمقتله تسقط خيوط اللعبة السياسية من السعودية فى لبنان، وفى المقابل يصعد حزب الله اللبناني الشيعي المدعوم من إيران، ويبرز دوره الفاعل فى المعادلة السياسية والعسكرية، وإيران لتوسيع نفوذها فى لبنان تدعم حزب الله الذى يحمل عقيدة قتالية حتى يكون ورقة رابحه وكرت ضغط على اسرائيل، وبن على الهارب بسبب الثورة التونسية تستقبله السعودية بعد أن رفضت فرنسا استقباله، والسعودية تدعم علي عبد الله صالح فى اليمن سنين عددا وعلي عبد الله تطيح به الثورة اليمنية، ولكن بعد المصالحة التى تبناها مجلس التعاون الخليجى جعلت السعودية علي عبد الله صالح جزءً من المشهد السياسي بعد الثورة لكن على عبد الله صالح يطمع فى الرئاسة من جديد وهو يعلم أن طريق العوده عن طريق الصندوق الانتخابى بات مسدوداً، إذن ليس أمامه من طريق للعودة لقيادة اليمن إلا عبر جماعة الحوثي، فيقوم علي عبد الله بالتحالف مع الحوثيين ليضغط بهم على المملكة العربية السعودية لكي تفكر السعودية فى إعادته للحكم والقبول به حاكماً لليمن إن عاد بإنقلاب عسكرى، وعلي عبد الله صالح أخذ فى الإعتبار تجربة عبد الفتاح السيسي فى مصر، لكن على عبد الله اخطأ فى تقدير الموقف خصوصا بعد وصول الملك سلمان لسدة الحكم وعلى عبد الله يجعل الحوثيين يحدثون فوضى فى اليمن حتى يتمنى الشعب اليمنى عودته للحكم ولو بانقلاب عسكري، وهو يراهن على معادلة الانقلاب العسكرى مقابل الأمن وإيران فى اليمن كانت موجوده بدعمها للحوثيين أو جماعة أنصار الله وتراقب الأوضاع عن كثب، وتستثمر أخطاء الكل، والحوثيون جماعة لها عقيدة قتالية، إذن فى كل مكان تدعم فيه السعودية الأشخاص تترصدها إيران بدعمها لجماعة تحمل مشروعاً وعقيدة قتالية، والسعوديه لتصحيح هذا الخطأ تقود عملية عاصفة الحزم التى تكلفها المليارات، هذا إن لم يتحول الواقع فى اليمن إلى حرب أهلية، لأن اليمن فيها مايقارب 85 مليون قطعة سلاح، إذن المطلوب من السعودية أن تنظر بعيون زرقاء اليمامة، لأن التدخل العسكرى يعتبر حل مرحلي، والسعودية لتأمين عمقها الاستراتيجى فى اليمن عليها أن تدعم الفكرة حتى لا تكرر الخطأ الذي لم يجعل لها حل سوى التدخل العسكري، وحزب الإصلاح فى اليمن مهيأ لكي يلعب دوراً فى مستقبل اليمن وهو حزب يحمل فكرة وله مشروع لكنه ينتمى فكرياً لمدرسة الأخوان، ولكن فى ظل هذه التغيرات الاقليميه لم لا تدعمه السعودية إذا كان يؤمن لها عمقها الاستراتيجى فى اليمن؟ ألم تتقارب إيران مع أمريكا التى تسميها الشيطان الأكبر من أجل إنجاز الإتفاق النووي؟ لماذا لا تكون السعودية براغماتيه؟ لكن التحركات الأخيرة تثبت أن السعودية ليست ببعيدة عن هذه الخطوة، والتغييرات التى طرأت على المستوى الداخلي والخارجي في الحكومة السعودية تنبئ بأن هنالك تغييراً يحدث، وأن عاصفة الحزم نقطة تحول فى توجه السياسة السعودية ونجاح أى نظام لا يتأتى إلا بدعم الفكرة الصحيحة لا بدعم الأشخاص وهذا مافطن له الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين عزل خالد بن الوليد من قيادة الجيش خشية افتتان الناس به، لأن خالد بن الوليد ما هُزم له جيش لا في الجاهلية ولا في الإسلام، وقد جمع بين الشجاعة والقوة والرأى والمكيدة فى الحرب، وحسن التخطيط والتدبير، وقل أن تجتمع هذه الصفات فى شخص واحد، وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: «إنى لم أعزل خالداً عن سخط ولا خيانة، ولكن الناس فُتنوا به فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع» نلاحظ أن عمر بن الخطاب ضحى بخالد من أجل بقاء الفكرة وليس الشخص مع العلم ان خالداً كان مصلحاً تقياً لأن الأشخاص معرضون للفناء والفتنة، حتى إسرائيل تؤسس دولتها على الفكرة الدينية وتسمى دولتها اسرائيل على اسم نبي وهو يعقوب عليه السلام والعلم الاسرائيلي رمز الدولة تتوسطه نجمة داؤود، ويتحدثون عن هيكل سليمان وأردوغان خطاباته الأخيرة يتحدث فيها عن أمجاد الدولة العثمانية، إذن المطلوب من السعودية دعم الفكرة حتى تضمن بقاء فاعليتها إقليميا ودوليا وإطلالة اسماعيل هنية على شاشة القناة السعودية الرسمية رسالة تعبر عن بعض مطالب ما تحتاجه السعودية لدعم الفكرة وليس الأشخاص .