ü بقدر ثقة الناس في اللواء عابدين الطاهر حينما أسندت إليه إدارة المباحث في الشرطة وفي عهده تم فك طلاسم جرائم في غاية التعقيد وأبرزها قضية الشهيد (محمد طه محمد أحمد) والتي لا تزال أسرارها محفوظة في صدور الرجال.. الصورة الزاهية لعابدين الطاهر حنيما كان يرتدي بزة ضابط المباحث أخذت في التلاشي بعد تعيينه مديراً لشرطة المرور وما تبع الإجراءات الجديدة والقانون الخاص بشرطة ولاية الخرطوم للمخالفات المرورية وظلال القانون السالبة على الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد وقد تنامت مظاهر رفض تطبيق لائحة التسويات بإضراب سائقي الحافلات التجارية خلال اليومين الماضيين وتلازمت معها صراع الأفيال بين السكة حديد وولاية الخرطوم (شركة كركر) واحتجاجات الطلاب والمواطنين وتدخل الشرطة لفض الاحتجاجات التي صنعتها شرطة المرور من العدم وبلادنا لا تنقصها الأزمات وهي مقبلة على انقسام تاريخي لأكبر بلدان القارة الأفريقية. ü القانون يقف إلى جانب ولاية الخرطوم في سن قانون للمرور يخفف من الاختناقات التي تعيشها العامة ويضاعف ايرادات الشرطة المالية ولكن ولاية الخرطوم تتولى ادارة العاصمة السياسية للبلاد نيابة عن الحكومة الاتحادية . واتخاذ قرارات وسن قوانين تهدد الأمن القومي للبلاد مسألة يجب تقييدها ووجود وزير داخلية سياسي في قامة المهندس إبراهيم محمود حامد كفيلٌ بتدخله العاجل وتدخل السلطة السياسية العليا لتنفيس حالة الاحتقان الراهنة التي خلفتها تهديدات المرور للسائقين بالويل والثبور وعظائم الأمور وتطبيق عقوبات السجن والغرامة من (50) ومضاعفاتها.. ü خطأ ادارة المرور انها تخاطب المواطنين وتتوعدهم بالعقاب وتجعل وجودها في الشارع بحثاً عن المخالفات.. يستطيع شرطي المرور فرض العقوبة على السائق من خلال البحث عن عيوب في السيارة أو عيوب في السائق نفسه حتى بدأ مظهر شرطة المرور (منفراً) ببحثها عن المخالفات دون أداء واجبها في تنظيم حركة السير أو الالتزام بالقانون.. ولا وجود للمرور في الأسواق حيث التعدي على الشارع ولا وجود للشرطة في الشوارع ذات الاتجاه الواحد والتي لا يتقيد بها منسوبو الشرطة أنفسهم ولا أثر للشرطة في وضع علامات في الحفر بالشوارع ولا ارشادات للسائقين فقط (غرامة غرامة)!! ü عندما تصبح الدولة (دولة جبايات) تتربص بالمواطنين وتبرز عضلاتها في وجه المدنيين يفقد المواطن الثقة في الدولة وينتابه شعور بأن الذي اختاره ليحكمه أصبح والياً عليه بدلاً أن يصبح والياً منه!؟ فالسيد عابدين الطاهر الذي امتطى ظهر حافلة سفرية من الخرطوم حتى كوستي لم يسجل في دفاتره الأسباب الحقيقية لحوادث المرور.. توقف الشاحنات في الشارع الحفر والخيران في شارع الأسفلت فقط كان ينظر لمخالفات السائقين ولا يرفع بصره لمخالفات الحكومة .. ü وزير المالية قال في مؤتمره الصحافي الأخير إن المرور جاءت بشئ (أدّا) أما البرلمان فأنه لم يستشعر بعد خطورة ماهو مقبل من عواصف تهب من جهة شرطة المرور المؤتمنة أو يفترض ذلك على الجبهة الداخلية!!