بالله عليكم ماذا ترك لنا نزار قباني من وصف وهو المتوفي عام 1998 حين وصف حال الشعوب العربية بالقول: تحلبنا الدولة كالأبقار لا نعرف من سيستأجرنا لا نعرف من هو مالكنا لا نعرف من في اليوم التالي يركبنا وبقينا نسأل أنفسنا هل هي شورية أم شورى؟! *** الجمال الغائب: شعب لا يتمتع بمنتزهات وحدائق عامة كيف له أن يتعلم التفكير ومن أين له لغة.. ومن ليس له لغة كيف يؤمن بالوحدة؟ *** غير مفهوم: أعمق حكمة قالها عالم الذرة الشهير «أنيشتاين» هي «إن أكثر ما في الكون امتناعاً على الفهم هو إنه قابل للفهم»!! *** ارتباط: إذا أثبت أن هنالك شيئاً بلا جذور تكون قد أثبت أن هناك مصادفة!! *** لتتسق: فقط.. أصبح «ربانياً» لتجد كل شيء في موضعه الطبيعي!! *** غلظة: المصيبة ليست في وجود غلظة في السلوك ولكن في أين توضع؟!! *** الحرية والاقتصاد القيمة الاقتصادية للحرية السياسية هي استثمار كل الطاقات.. ومن هنا يجب أن ندرك مدى الخراب الاقتصادي الذي يحدثه الاستبداد السياسي!! *** الصلاة والاقتصاد: أعجب أن تكون من المصلين ولا تحترم الوقت وهنا تكمن القيمة الاقتصادية للصلاة! *** لا تبحث!: يا صاحبي إذا بحثت عن مكونات الماء الذي تشربه وقمت بتنقيته من الشوائب فلن تصل إلا إلى «موية النار». إذن لا تبحث كثيراً عن الحقيقة.. فلن تستفيد منها إلا وهي ناقصة وأعلم أن العلم لا يكون نافعاً إذا أعتقدت فيه الكمال. *** صورة لسانية: المهم ليس ما تقوله.. بل الأهم هو ما سكت عنه.. لأن اللغة ليست حرفاَ فقط بل هي صورة! *** أمل كاذب: وهب لحبها عمره وروحه وظل يحمله سراً ولكن عندما ضاق بالسر وحاول أن يتخلص منه قيل له وهو في الطريق إنها خطبت لغيره! *** الجمال: مغامرة كبرى أن يعيش الإنسان بلا عمل.. لأن «الحياة» لا تمنح نفسها إلا لمن يؤدي وظيفة. *** الإنسان الجميل في الأصل هو من يحمل الترتيب والقياس في جسده أو في أعماقه أو في كليهما. *** في كل الظروف: كان أبوبكر «رضي الله عنه» يحلب لبعض أهل الحي أغنامهم.. فلما بويع للخلافة خافت إحدى الجواري أن ينقطع عنهم. لما علم بخوفها قال قولته الشهيرة: «.. إني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه».. قيل: كان يحلب لهم الأغنام وهو أمير المؤمنين!! *** الحقيقة: يا صاحبي «الحق» هو: «الحقيقة» بالتقسيط.. أما الحقيقة فهي «الحق» في صورته الكاملة المستحيلة وربما لهذا لم أصادف هذا المصطلح بين مفردات القرآن، لم نقرأ مصطلح «الحقيقة» إلا لدى الفلاسفة والفنانين.. ولم يصر عليها إلا المتطرفون في كل الدروب!! *** أنوثة هاربة: أمام جدل الأنوثة ذاب قلم «الطيب صالح» فسال منه الآتي: «ثمة شيء شهواني يرف على الوجه كله». «كانت حين أتجنبها تغريني وحين أطاردها تهرب مني». «تنادي أشواقاَ بعيدة في قلبي» «عيناها تلمعان ببريق الخطر وشفتاها مثل فاكهة محرمة». *** ينعي شيخوخته: نعى الشاعر السوري نزار قباني شيخوخته وهو يطارد النساء عندما قال: تركت في عرض الصحراء قافلتي وجئت أبحث في عينيك عن ذاتي *** الكفن والحكومة: من يفتح مدرسة لتأهيل المعاقين تطلب منه الحكومة رسوماً وضرائب وجبايات.. أية حكومة هذه التي تسحب الكفن من الأموات!! *** نبش الحلم: إذا أردت أن تحرك إنساناَ لفعل شيء صور له ذاته بنبش أحلامه.. حتماً ستتحرك غرائزه!! *** استثمار الحرية أنجع الوسائل لحل المشاكل الاقتصادية هو استثمار طاقات كل الناس.. ولن يتأتى ذلك إلا بمنحهم الحرية.. لهذا تعيس من يتولى وزارة المالية في الحكومات الاستبدادية.. إذن الحرية ضرورة اقتصادية قبل أن تكون ضرورة سياسية!! *** الكذب الجميل: أي نوع من الكذابين أخف ضرراً.. الكذاب الذي يتجمل بالكذب أو ذلك الذي يُجمل الكذب؟.. الإجابة: النوع الأول أخف ضرراََ لأنه ربما سيتعالج يوماً.. أما الثاني فلا علاج له البتة!! *** ذبابة أمدرمانية!! سألت ذبابة أمدرمانية: كيف تتجرأين وتقعين على أنف الأميرة ياسا؟! قالت: رأيت على «ثغرها نافورة ياقوت وعنبر».. رأيت صفاء البدر وعبير الورد وسحر الجنة. في وجهها دروب مفروشة بالألوان والأضواء.. فيها الأصفر والأخضر والأرجواني.. في أجوائها تتدفق أنهار من العطر.. في أطرافها السفلى عناقيد عنب متدلية كقطرة ماء تتأهب للسقوط.. على حوافها حبيبات سكر رشفت منها فأسكرتني!! تقول الذبابة: ترنحت مع السكر حتى انزلقت، وجدت نفسي في مهب أنفاسها الحرى.. لهذا اضطررت لأطير بعيداً! *** أخذتني هذه الأجواء حتى نسيت أن الذبابة لم تخلق لتعيش هذه الأجواء.. ولكن مهلاً.. أليس في بلادنا كل شيء رخيص.. بل كل شيء ممكن؟.. حتى الأميرات معروضات للذباب؟!! هل الأمريكان يقبلون عميلاً للمخابرات أقل من درجة وزير!!