لا يخلو التدين لدينا من نفاق: تتعطل الحياة في شهر رمضان، يفترشون المساجد للنوم قبل أن ينتصف النهار، تتعطل مكاتب الحكومة ومؤسساتها وأماكن العمل الأخرى، إفراط في التغذية ليلاً، هلع في الأسواق في الأيام الأولى والأخيرة، حوادث في الطرقات.. كيف نصدق إنساناً يمارس هذه العادات أو بعضها عندما يلهج بذكر رمضان الكريم! لو قال إنه ينفذ أمراً فرض عليه لكفاه وكان صادقاً والشرع لم يطلب منه غير ذلك! فرض الصيام جاء في سياق الأمر..(كتب عليكم الصيام) كما كتب علينا القتال من قبل. لم يشاوره أحد.. ورأيه هنا لا يهم لأن الهوى الشخصي لا يقبل الجوع والعطش كما لا يقبل الموت!! مثل هذا (العابد) سيكون أقرب إلى الله في حالة الصمت أكثر منه في حالة الكلام حتى ولو سبح بكرم شهر رمضان!! لو كانت (الخرطوم) هي السودان، لكان لزاماً علينا أن نشكك في تدين الشعب السوداني!! *** ترى كم هي العمولة التي تدفع للوسطاء الحكوميين؟ حتماً ضاعت الكثير من الصفقات السودانية بين يدي السماسرة من الموظفين، بل أبحثوا عن صفقات السكر والبترول والطائرات، ولا تنسوا السماسرة الصغار من موظفي الحكومة الذين يأخذون عمولاتهم من الفواتير المزيفة وفارق التكلفة الورقية.. *** ... نعم هزمتنا إسرائيل بحضارة الحرية والديمقراطية قبل أن تهزمنا عسكرياً: رحماء بينهم ، أشداء على غيرهم رئيس الدولة مسجون بجريمة اغتصاب !! كيف ستنتصرون على هؤلاء يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ! *** يا صاحبي إذا بحثت عن مكونات الماء الذي تشربه وفحصته في ضوء الشمس فلن تشربه، وإذا قمت بتنقيته من الشوائب فلن تصل إلا إلى (موية نار). إذن لا تبحث كثيراً عن (الحقيقة) فلن تستفيد منها إلا وهي ناقصة وأعلم أن العلم لا يكون نافعاً إذا اعتقدت فيه الكمال. *** المهم ليس ماتقوله بل الأهم هو ما سكت عنه لأن اللغة ليست حرفاً فقط بل هي صورة! *** وهب لحبها عمره وروحه وظل يحمله سراً ولكن عندما ضاق بالسر وحاول أن يتخلص منه، قيل له وهو في الطريق أنها خطبت لغيره! *** مغامرة كبرى أن يعيش الإنسان بلا عمل لأن(الحياة) لا تمنح نفسها إلا لمن يؤدي وظيفة؛ *** كان أبوبكر (رضي الله عنه) يحلب لبعض أهل الحي أغنامهم، فلما بويع للخلافة خافت إحدى الجواري أن ينقطع عنهم. لما علم بخوفها قال قولته الشهيرة:».. إني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه..». قيل: كان يحلب لهم الأغنام وهو أمير المؤمنين!! *** يا صاحبي (الحق) هو:(الحقيقة) بالتقسيط أما الحقيقة فهي (الحق) في صورته الكاملة المستحيلة وربما لهذا لم أصادف هذا المصطلح بين مفردات القرآن- لم نقرأ مصطلح «الحقيقة» إلا لدي الفلاسفة والفنانين، ولم يصر عليها إلا المتطرفون في كل الدروب. *** أمام جدل الأنوثة ذاب قلم (الطيب صالح) فسال منه الآتي: (ثمة شيء شهواني يرف على الوجه كله..) (.. كانت حين أتجنبها تغريني وحين أطاردها تهرب مني) (.. تنادي أشواقاً بعيدة في قلبي) (عيناها تلمعان ببريق الخطر وشفتاها مثل فاكهة محرمة..) *** نعى الشاعر السوري نزار قباتي شيخوخته عندما قال: أضعت في عرض الصحراء قافلتي وجئت أبحث في عينيك عن ذاتي *** حتى ذلك الذي يفتح مدرسة لتأهيل المعاقين تطلب منه الحكومة رسوماً وضرائب وجبايات: أية حكومة هذه التي تسحب الكفن من الأموات!! *** متي ستنزل(الوطنية) من حنجرة الفنانين الأوائل إلى أرض الواقع في السودان المعاصر. *** إذا أردت أن تحرك إنساناً لفعل شيء: صور له ذاته بنبش أحلامه.. حتماً ستتحرك غرائزه!! *** أنجع الوسائل لحل المشاكل الاقتصادية هو استثمار طاقات كل الناس.. ولن يتأتى ذلك إلا بمنحهم الحرية، تعيس من يتولى وزارة المالية في الحكومات الاستبدادية.. إذن الحرية ضرورة اقتصادية قبل أن تكون ضرورة سياسية!!. *** أي نوع من الكذابين أخف ضرراً: الكذاب الذي يتجمل بالكذب أو ذلك الذي يجمل الكذب؟ الإجابة: النوع الأول أخف ضرراً لأنه ربما سيتعالج يوماً، أما الثاني فلا علاج له البتة!!