يبدو ان بركة الشهر الكريم قد عمت الامكنة ولعل الاستعدادات اللوجستية قد اكتملت او شبه اكتملت ولعل ا كثر ما يسعدني هو الحراك الاجتماعي الذي ترتفع فيه درجات التكافل بين افراد المجتمع وقد لاحظت ان هناك جهات عديدة تعمل على توزيع كيس الصايم وعلى الرغم من ان محتوياته قليلة الا انه يدفع الطرفين للامام فكثير من الناس يحصدون منه حسنات خاصة اولئك الذين لايستطيعون تقديم المساعدات المادية نسبة لظروفهم لكنهم ايضا يحصدون الحسنات تحت مظلة الدال على الخير كفاعله وهي مظلة واسعة يستطيع اي انسان ان يدخل تحتها فهي لاتضيق ابدا . و مثلما استعد الجميع لرمضان لوجستيا لابد ان من الاستعداد له روحيا فهو موسم لحصد الحسنات في هذا الشهر الكريم الذي تضاعف فيه الحسنات حتى الفرائض تتضاعف اجورها كما ان الانسان يحس بانه مكرم وانه خليفة الله في الارض ففي رمضان يباهى الله تعالى بعباده بلاضافةالي انه سبحانه قال في معنى الحديث كل عمل ابن ادم له الا الصوم فهو لي وانا اجزي به ..اليس من المفيد ان نغتنم هذه الفرصة التي قد لا تتكرر سادتي اهديكم قصيدة د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل التي يرحب فيها بالشهر الكريم والتي تقول أَهْلاً بَِشَهْرِ التُّقَى وَالْجُوْدِ وَالْكَرَمِ ** شَهْرِ الصِّيَامِ رَفِيْعِ الْقَدْرِ فِي الأُمَمِ أَقْبَلْتَ فِيْ حُلَّةٍ حَفَّ الْبَهَاءُ بِهَا ** وَمِنْ ضِيَائِكَ غَابَتْ بَصْمَةُ الظُّلَمِ أَهْلاً بِصَوْمَعَةِ الْعُبَّادِ - مُذْ بَزَغَتْ ** شَمْسٌ - وَمَجْمَعِ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْقِيَمِ أَهْلاً بِمَصْقَلَةِ الأَوَّابِ مِنْ زَلَلٍ ** وَمُنْتَدَى مَنْ نَأَى عَنْ بُؤْرَةِ اللَّمَمِ هَذِي الْمَآذِنُ دَوَّى صَوْتُهَا طَرَبًا ** تِلْكَ الْجَوَامِعُ فِيْ أَثْوَابِ مُبْتَسِمِ نُفُوْسُ أَهْلِ التُّقَى فِيْ حُبِّكُمْ غَرِقَتْ ** وَهَزَّهَا الشَّوْقُ شَوْقُ الْمُصْلِحِ الْعَلَمِ تُحِبُّ فِيْكَ قِيَامًا طَابَ مَشْرَبُهُ ** تُحِبُّ فِيْكَ جَمَالَ الذِّكْرِ فِي الْغَسَمِ وَلَيْلَةٌ فِيْكَ خَيْرٌ- لَوْ ظَفِرْتُ بِهَا - ** مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَجُدْ يَا بَارِئَ النَّسَمِ رَبَّاهُ جِئْتُ إِلَى عَلْيَاكَ مُعْتَرِفًا ** بِمَاجَنَتْهُ يَدِيْ أَوْ زَلَّةُ الْقَدَمِ