في ظل ارتفاع أسعار السلع غير المسبوق نالت الأسواق حظاً وافراً من الركود وضعف الإقبال على الشراء على غير العادة، وارجع المواطنون التراجع في شراء سلع رمضان والتراجع في الاستعداد له لارتفاع الأسعار بصورة كبيرة، حيث أحجمت الكثير من الأسر عن الاستعداد للشهر الفضيل بالصورة المعهودة، وشكا المواطنون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية منذ بداية رمضان ، وأحدثت موجة ارتفاع أسعار السلع الغذائية التي شهدتها الأسواق تغييراً واضحاً ًفي نمط الغذاء تماشياً .وتوقع الكثيرون أن تتقلص أطباق المائدة الرمضانية وأن تتراجع كميات العصائر حتى الابري الذي كان يعتمد عليه كمشروب أساسي سوداني خالص، يزين المائدة الرمضانية بسبب ارتفاع أسعاره، حيث بلغ الجردل (الكبير)150 جنيهاً، كما توقع المواطنون في حديثهم ل آخر لحظة اختفاء اللحوم والفواكه بسبب الغلاء والاعتماد على وجبة «العصيدة». وقال المواطن علي حسين: لقد تأثرت الموائد الرمضانية هذا العام بالارتفاع الذي طال أسعار الخضر واللحوم والمواد الغذائية الأخرى من سكر وزيت ولبن وغيره».وأضاف «إن ارتفاع ألاسعار يزيد من عجز موازنات الأسر التي تعاني من الأوضاع الاقتصادية الحالية، وأصبحنا لا نستطيع تلبية التزامات شهر رمضان، وعمدت غالبية الأسر الى تقليص عدد الأطباق. وتقول آمنة عوض (ربة منزل) : مقارنة بالعام الماضي هناك ارتفاع جنوني في الأسعار، فبعد أن كنا نتبارى في اخراج موائد رمضانية بها تشكيلات من الفطائر والمشويات والحلويات، أصبحنا نعتمد على نوع واحد أو اثنين من المأكولات، وتتشكل المائدة الرمضانية هذا العام من العصيدة غالباً أو الفول.وتتهم آمنة التجار بالجشع في رمضان، وتقول: «رمضان شهر للرحمة لكنه يتحول الى شهر للجشع والاستغلال من قبل التجار الذين يستغلون ضعف الرقابة الحكومية ويقومون بزيادة أسعار مستلزمات رمضان بنسب كبيرة تصل في بعض الأحيان الى الضعف». وناشدت الجهات المختصة بفرض رقابة علي الأسعار وانزال العقوبات على التجار، ومنع المضاربات وتخزين السلع، وذلك حماية للمستهلكين من الطبقات الفقيرة». إلا أن الزين محجوب- وهو صاحب محل لبيع اللحوم بالسوق المركزي بالخرطوم- دافع عن التجار بقوله «ليس صحيحاً أن التجار من يرفعون الأسعار، أنا مثلاً أبيع اللحوم بأسعار يتم تحديدها وفقاً لسعر الماشية من الضأن والأبقار». ويشير الى أن مبيعاته تراجعت بمقدار النصف مع بداية رمضان ، ويقول «في السابق كانت تتضاعف الكميات التي أقوم ببيعها خلال رمضان ، لكنها الكمية تناقصت بمقدار النصف هذا العام». وكشفت الجولة ارتفاعاً كبيراً في أسعار الخضروات والفواكه واللحوم والتوابل وجميع مستلزمات رمضان.