غلاء المعيشة في السودان بسبب ارتفاع أسعار السلع، أصبح أمراً مألوفاً لدى المواطنين ففي كل صباح يجد المواطن نفسه أمام سعر جديد لسلعة قد تكون ضرورية بالنسبة له ولا يملك سوى العودة إلى منزله دونها، وأصبحت الوعود المتكرّرة للحكومة القاضية بضرورة الحفاظ على ثبات الأسعار لا تعني شيئاً بالنسبة للمواطن؛ لأن السوق هو من يقرر والتجار أصبحوا يسيطرون على مجريات الأسعار بالأسواق وارتفعت الأسعار بشكل جنوني وتضاعفت أثمانها فقد وصل سكر رطل كيلو السكر ل 6 جنيهات بزيادة أكثر من النصف ووصل سعر كيلو اللحوم العجالي لأكثر من 35 جنيهًا. وسعر جوال السكر زنة 50 كيلو (كنانة) وصل إلى 270 جنيهًا الزيادة لم تطرأ على هاتين السلعتين فحسب وإنما شملت كل السلع الاستهلاكية ومع اقتراب شهر رمضان المعظم (الإنتباهة) أجرت استطلاعًا حول استعدادات المواطن لشراء مستلزمات الشهر الكريم. تباينت الردود ما بين متيقن في حالة استمرار الغلاء، وبين متردد في الإجابة عن السؤال، وآخر يتساءل عن ما الذي يفعله المواطن الذي أصبح مغلوبًا على أمره في ظل الوضع الاقتصادي المتردي ووعود الدولة وجشع التجار. وقال المواطن عامر محمد رغم كل هذه الزيادات الكبيرة في الأسعار لا توجد زيادات في الرواتب، الأمر الذي زاد من تكاليف المعيشة بصورة يصعب تحملها من أي مواطن يتقاضى راتباً شهرياً، مطالبًا الجهات المسؤولة بضبط السوق وتوفير الاحتياجات الأساسية التي تتناسب مع مستويات دخل الفرد. السماني محمد أستاذ بمدارس الأساس قال إن الغلاء بهذه الصورة لا يتحمله أي مواطن، مشيرًا إلى صبر المواطن على الغلاء وتحمل الأزمات الاقتصادية ولكن قال إن للصبر حدودًا، داعيًا إلى ضرورة معالجة تلك الإجراءات والسياسات الاقتصادية، وشدد على الحكومة أن تتدخل وتحدث معالجات سريعة للحد من ارتفاع الأسعار وزاد أن الحكومة تعلم جيداً أن دخل الفرد لا يكفي لسد حاجته في ظل الارتفاع المتواصل للأسعار. أما المواطن عبد الله عجيب فبدأ إجابته عن السؤال بشيء من الغضب، وقال اليوم أصبحت الزيادة في الأسعار شيئًا مألوفًا، والمواطن إما أن يسكت أو يشتري غصباً عنه تبعاً لحاجته أو يرجع إلى داره، مضيفًا بالرغم من الغلاء الفاحش إلا أن المواطن مغلوب على أمره تجاه أسرته ومن ثم نستطيع أن ندبر أمرنا عن طريق الدين والحال يغني عن السؤال، وأضاف هذا الحال في بلد قيل إنه سلة غذاء العالم ولا غذاء لأهله، ومن جانب آخر قالت عواطف حسن التي تعمل (دلالية): أصبحنا نستدين لكل شيء وعجزنا تماماً لأن راتب زوجي لا يغطي نفقات البيت ومستلزمات الأطفال في المدارس والآن نستعد لشهر رمضان والسوق (مولع نار) والأسعار مضاعفة وقالت: إلى متى تستمر الأسعار، وأضافت: ذهبت إلى السوق ولكنني لم أتمكن من الشراء ورجعت إلى منزلي، وأضافت الشهر الكريم يأتي بخيره ومن ثم بأي حال نستقبله والرحمة من عند الله.. ولكن عمومًا الوضع الاقتصادي أصبح لا يحتمل. الأستاذة نجوى عمر قالت إن الأسر السودانية منذ قديم العصور تعودت على أن تبدأ الاستعداد لشهر رمضان قبل شهر من قدومه على الأقل ومن ذلك العادة السودانية الشهيرة (عواسة) الحلو مر والرقاق ومعروف أن هذه المواد تستهلك كثيرًا من المواد الغذائية المصنوعة كما أنها تستهلك زمنًا في تحضيرها أما الناحية المادية ففي رأيي أنها تنظف الجيوب لا يختصر على ذلك فحسب بل دخلت علينا بعض الأشياء التي أصبحت عادات منها الذهاب إلى السوق لشراء المواد التموينية والفواكه وهو أمر استغله التجار بجشع أكبر يشاركهم في ذلك تجار الأواني المنزلية وهي من العادات الدخيلة لتجديدها كل عام كل هذه الأمور لا جدوى منها وكثيرًا ما ينفض الجالسون على الموائد الرمضانية قبل أن ينتهي ما تحويه من مواد كلف شراؤها مبالغ كبيرة.