٭ وما زلت في ذكرى الرابع من رمضان.. وما زلت في فناء داري وداخل أسوار «صالوني» البائس المتشقق البسيط.. استقبل سيول المهنئين مع تقديم أطباق من «حلاوة» زهيدة الثمن، وعصير ليمون ذو طعم بهيج.. والكل مستبشر وتحلق بل تجلجل في فضاء الصالون.. روعة الأغاني وأفراحنا تهل في ربوعنا وأحبابنا يضوون شموعنا.. كيف لا نفرح وكيف لا نبتهج.. وقد انقشعت سحب الخوف والرعب والفجيعة.. والآن.. فرحة أخرى وروعة فال ودعاش حزمة نال.. ولأول مرة وبعد خمس وعشرين سنة وتزيد.. يستهل أو ينشر.. أو حتى تأتي في فمه كلمات كاتب وستظل لنا عهداً وميثاقاً.. وللسعادة كلها وللفرح كله.. انها لم ترد في ثنايا خطاب أو خطبة أحد الصقور أو الحمائم من الإنقاذ كما أنها لم ترد على لسان نجم ساطع من المؤتمر الوطني.. أو كوكب وضيء من الأخوان.. بل وردت على لسان السيد رئيس الجمهورية شخصياً.. فقد قال في خطاب تنصيبه.. حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي.. وهنا نقول إنه ولأول مرة.. نرى أن الحكومة قد أيقنت وتأكدت أن الذين يقسمون للوطن بهذا النشيد هم أبناء لا تحوم شبهة حول حبهم الصادق وولائهم المطلق لهذا التراب المقدس المقدس.. وقبل أن يصل زورقنا زورق هذه الأحلام إلى الشاطيء دعونا نأمل ونتمنى ونحلم ونرجو ونلح بل ونأمر الحكومة القادمة أو حقيقة هي الحالية والتي سوف تستمر الى عام 2020 ان تحقق على الأرض هذا النشيد كلمة.. كلمة وحرفاً.. حرفاً.. هنا أنا أؤكد بل أقسم بالشعب والأيام الصعبة أننا سنشهد وطناً ثانياً.. وطناً رائعاً.. وطناً بهيجاً.. بهياً.. باهياً بهيراً مبهراً.. بالله عليكم ماذا لو تحولت هذه الكلمات إلى مباني وواقع على الأرض.. أحبتي.. أقرأوا ثم أغمضوا أعينكم وتخيلوا.. ثم افتحوا اعينكم لتروا جنة اسمها السودان قد هبطت إلى الأرض.. حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى وطن شامخ وطن عاتي وطن خير ديمقراطي وطن مالك زمام أمروا ومتوهج لهب جمروا وطن غالي نجومو تلالى في العالي إرادة سيادة حرية مكان الفرد تتقدم قيادتنا الجماعية مكان السجن مستشفى مكان المنفى كلية مكان الاسرى وردية مكان الحسرة أغنية مكان الطلقة عصفورة تحلق حول نافورة تمازح شفع الروضة حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي وطن للسلم أجنحتو ضد الحرب أسلحتو عدد ما فوقو ما تحتو مدد للارضو محتلة سند للإيدوا ملوية وطن بالفيهو نتساوى نحلم نقرا نتداوى مساكن كهربا ومويه تحتنا الظلمة تتهاوى نخت الفجر طاقيه وتطلع شمس مقهورة بخط الشعب ممهورة تخلي الدنيا مبهورة إرادة وحدة شعبية هذا هو نهج المرحلة الحالية.. «تقول لي النظام الخالف»؟؟ بكرة نتلاقى