«جابوا ليكم موية رمضان» العبارة الأكثر ترديداً خلال شهر رمضان إذ تقال لكل أسرة لها ابن خاطب، أو عريس جديد حيث جرت العادة أن تقدم أسرة العروس أو البنت المخطوبة بتجهيز مستلزمات رمضان من الأواني المنزلية، والبهارات وجرادل الآبري الأحمر والأبيض، والرقاق وجوال السكر والكركدي والبلح والأرز والفول وقمر الدين بالإضافة إلى الدقيق والبصل واللحمة المجففة وإرسالها لأسرة العريس كفأل وتقدير من أهل العروس، لتأخذ موية رمضان منحى آخر حيث أصبح في تجهيزها تتبارى النساء بإضافة الجديد من معدات كهربائية والمفاخرة بكمية مستلزمات رمضان والتفنن في تقديمها. وعلى الرغم من أنها عادة جميلة تؤلف المحبة بين النسابة، إلا أنها باتت من الأشياء المرهقة لأسرة العروس، وبدأت كثير من الأُمهات يتضجرن من هذه العادة لأنها أصبحت مكلفة. - الأمهات يتخوفن: ٭ الخالة أمنة أحمد ربة منزل قالت: إنها عادة سودانية الهدف منها التواصل والترابط، لكن اليوم أصبحت عكس لأنها تجبر أهل العروس بشراء ما فوق طاقتهم، وإذا لم تسطع توفيرها يعتبرونها تقصيراً في حق أهل العريس، بل ربما يعايرها أهل زوجها بعد الزواج بعدم قدرتها على توفير موية رمضان. ٭ وتقول الحاجة نفيسة لي أكثر من شهر أجهز في موية رمضان ودخلت في ديون كثيرة لأتمامها، وأضافت هي عادة غير حميدة لكنها أصبحت ضروية حتى لا يتهموني بالتقصير والإهمال بالنسايب. ٭ وترى سعدية أن موية رمضان تقدير وتقييم لأهل العريس ووصمة يوثقها الزمن لأهل العروس وبالرغم من أنها متعبة ومكلفة بعض الشيء إلا أنها عرف أساسي لا يمكن التخلي عنه. ٭ وتروي الخالة علوية حكاية بناتها مع موية رمضان فتقول لدي ابنتان الأولى تم زواجها ورفض أهل العريس أن تقدم لهم موية رمضان مراعاة لوضعنا المادي، وبعد مرور فترة من الزواج أصبحوا نسابتها يعايرونها بعدم إهدائها موية رمضان لهم، وبعد تلك السنين عزمت على تجهيزها وإرسالها لهم حتى لا يعايرون ابنتي. - فتيات على أبواب عش الزوجية يشتكين: ٭ تقول سهام أن معاناتها وأسرتها بدأت منذ اليوم الأول لخطبتها، حيث إنها مرتبطة بالعادات والتقاليد وعليها أن تحرص على أن لا تفوت مناسبة وتقوم بالواجب تجاهها، لأن التقصير له عواقبه التي تأتي مع مرور الزمن وكله بحساباته، وترى أن هناك كثير من العادات متعبه وتجاوز البعض التمسك بها، لأن الوضع أصبح غير مساعد لتغطية جميع الفروض التي إلزمتها العادات، وكثير من الأسر ذات الثراء تقوم مع كل صباح بإبتداع طفرات مختلفة، ولا يمكن للأسر البسيطة أن تقلدها وإذا حاولت ذلك ستكون العواقب وخيمة لأنها ستحاط بالديون، ولا نطلب منها الحد أو التقليل فيها لأن كل من عنده يعمل، ولكن المطلوب من الأسر ذات الدخل المحدود أن لا تلتفت لمن هم أعلى منهم حتى لا يدخلون في مشاكل تلحق العادة وتجعل منها عبئاً على أسرة العروس. ٭ ابتدرت نازك حديثها «أنا مخطوبة منذ ثلاثة أشهر ولكن أمي مصرة على تجهيز موية رمضان رغم رفضي لهذه العادة مع العلم أن أمي مريضة، ولا تقدر على تجهيزاتها ولكن خوفاً من اللوم أصرت على تقديمها لهم. ٭ وتقول رزان إنها عادة قديمة تفضلها الحبوبات لكن الآن بدأت تأخذ منحى آخر، فبعد أن كانت تحتوي على الاحيتاجات الضرورية من حلومر وآبري أبيض تغيرت الآن وباتت هاجساً للأسرة، وصارت من صور التفاخر، وتضيف أن صديقتها قدموا في موية رمضان إضافة إلى الاحتياجات الأساسية ثلاجة وخلاطة وكل مستلزمات المطبخ من بوتجاز وغيره وحتى شاشات البلازما، فأصبحت مظهر تباهي أكثر من كونه عادة تورث المحبة والترابط.