الخرطوم: ولاء جعفر : «جابوا ليكم موية رمضان» العبارة الاكثر ترددا هذه الايام، اذ تقال لكل اسرة لها ابن خاطب او عريس جديد، حيث جرت العادة ان تقوم اسرة العروس او البنت المخطوبة بتجهيز مستلزمات رمضان من الاواني المنزلية والبهارات وجرادل الابرى الاحمر والابيض والرقاق وجوال السكر والكركدي والبلح والارز، وارسالها لأسرة العريس كفأل وتقدير للنسابة، لتأخذ «موية رمضان» منحى آخر، حيث اصبح تجهيزها ماراثوناً تتبارى فيه النساء باضافة الجديد من معدات كهربائية والمفاخرة بكمية مستلزمات رمضان والتفنن في تقديمها. «الصحافة» وقفت على هذا المنحى، وكانت البداية بفاطمة ابراهيم التى قالت ان «موية رمضان» عادة قديمة تفضلها الحبوبات، لكن الآن بدأت تأخذ منحنى آخر، فبعد ان كانت تحتوى على الاحتياجات الضرورية من حلومر وابرى ابيض ومجموعة من الأوانى المنزلية وكمية من السكر، تغيرت الآن وباتت هاجسا للأسرة، وصارت من صور التفاخر، وباتت تتضمن الثلاجات والبوتوجازات التى تقدم الى اهل العريس، اضافة الى اطقم الاوانى المستوردة كأطقم العشاء وكأسات العصائر والقهوة التى يتم شراؤها بالجملة باسعار خرافية، وهذه الهدايا الهدف منها رفع شأن العروس لكى تعيش معززة وسط اهل الزوج، مشيرة الى ان البعض يرى فيها تقديراً لاهل الزوج، لكنها تجاوزت المعقول، وباتت نوعاً من الترف و «البوبار». مبروكة حمد ترى أن «موية رمضان» من الاشياء التى لا يمكن التخلى عنها، وبمجرد خطوبة الفتاة تقوم أم العروس بتجهيزها، وترى تهانى أن «موية رمضان» من العادات الجميلة التى تقوى الصلات بين الاسر بتبادل الهدايا، مشيرة الى انها تحتوى على مجموعة من الاوانى المنزلية، اضافة الى المشروبات والملابس، مؤكدة حرص عائلتها على تقديم اغلى ما عندها الى اهل العريس، وتعتبر الامر نوعاً من الاحترام والتقدير، لذلك تجتهد ام العروس فى تقديم أكثر وأغلى مما يدفعه العريس. ناهد خوجلى قالت: «موية رمضان باتت بذخاً وحالة من «الشوفونية» التى نهى الدين عنها» وحمدت نضال لأسرتها عدم الالتفات لمثل هذه الممارسات السالبة، خاصة أن بعض الأسر باتت تبعث بالنسوة الى الخارج بهدف استيراد الاواني المنزلية والاجهزة الكهربائية من ثلاجات وبوتجازات لأهل العريس. د هلة تقول: «أنا مخطوبة منذ ثلاثة أشهر، ولكن الآن أمي مصرة على «موية رمضان» رغم رفضي لهذه العادة لأنها في اعتقادي لا تعبر عن الهدف الحقيقي»، وقالت أيضاً: «والدتي مريضة ولا تستطيع أن تعوس «الآبري» لذلك ستقوم بشرائه، فهذا في حد ذاته يعتبر مشكلة، دعك من شراء أطقم فاخرة «بالشي الفلاني»، لذلك أنا في رأي أن موية رمضان ليست مهمة أو ضرورية». أما الموظفة دعاء سليمان فقد قالت إن هذه العادة اصبحت متجذرة فى المجتمع السوداني، واضافت أن بعض الناس يتحدث عن ضرورة القضاء عليها، لكن هذا الأمر يتطلب فترة طويلة، لأن النساء يفعلن الممكن والمستحيل لتجهيزها، وقالت: «فى كل عام يضاف اليها شيئاً جديداً حتى دخلها «الكولر والمكيف» وغيره من الأجهزة الكهربائية». ومن ناحية النسابة قالت دعاء إنهم «يُعيرون» زوجة الابن التى لم تقدم هذه الهدية لهم.. وهذا ما يدعو والدة العروس لفعل المستحيل من أجل أن توفر الاوانى المنزلية الفخيمة، وكل ما تحتاجه أم الزوج فى شهر رمضان.