حبيبنا الزبير عثمان المدير العام للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون لك التحايا والسلام والاحترام والود.. وكل عام وأنت بخير والإذاعة بخير والوطن بخير.. ورمضان كريم وأعاده الله والوطن يرفل في ثياب الديمقراطية الرصينة البديعة. وأعاده الله والوطن يبتسم مرة أخرى.. والابتسامة تشرق زاهية مزهوة على وجوه أبنائه، وأن تنبسط و«تنفر» تلك الجباه «المصرورة» باتحاد أشعة شمس هي لظى مع ظلم كدياجير الليل يهبط مرة ومرات على الفقراء والمكشوفة ظهورهم لتلقي ألسنة السياط.. صديقنا وحبيبنا الزبير.. نأسف أن نستهل خطابنا اليك بهذه الكلمات الملتهبة وكأنها مكتوبة باطراف أسنة وخناجر.. أو بأعواد اقباس ومشاعل.. فقط لأنها صادقة.. لأنها زفرات تنطلق بلا استئذان من صدور تغلي وكأنها المراجل.. أرجو أن تتقبلها كما هي.. وهي في يقيني مسربلة بالحق ومكسوة بالصدق، لذا كانت ترجمة ناصعة للمقولة.. وطني علمني أن حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء.. الآن نبدأ.. ودعني أشد على يدك مهنئاً ومباركاً.. وأنت تجلس و«تستحق»على مقعد ثابت الأركان بديع البنيان بهيج الأصباغ والألوان.. وهو المدير العام للإذاعة والتلفزيون.. و«بعد إذنك» دعني أحصر تهنئتي فقط في الإذاعة.. والإذاعة وحدها.. فأنا لا شأن لي مطلقاً بالتلفزيون وأظن بل اعتقد.. أو أتيقن.. أو أقسم غير حانث أن جل ومعظم والغالبية الكاسحة من هذا الشعب المدهش المبدع النبيل لا شأن لهم بالتلفزيون بتاتاً.. بل دعني أؤكد أن معظم الشعب قد مسح من ذاكرته وأسقط من «مخه» شيء اسمه التلفزيون، فقد أصبح بالنسبة لنا مجرد ذكرى وروعة تذكارات قديمة عندما كانت تضيء فيه الشاشة النجمة الزاهرة والساهرة ليلى رستم وهي تصطاد نجماً شديد اللمعان باهر الضياء على الاستديو، وكرسي يجلس فيه ذاك الكوكب الدري وعلى باب الصالون تتوهج الشاشة بالحروف نجوم على الأرض.. نعم أصبح بالنسبة لنا ذكرى قبل أن تدهسه خيول مالهن قوائم وهي تطرد دراما وهاشم صديق الى الشارع العريض.. إذًا دعنا في الإذاعة.. صديقنا الزبير.. أحس الآن بالسعادة.. وأشعر بأن خيوطاً من أشعة الأمل تتسلل في رفق الى هذا الوطن الجميل.. تظللني سحابة من التفاؤل.. أحس بأن احشائها مثقلة بحبات المطر.. اتعشم وارجو أن تهطل على أرض جرداء.. أرض الإذاعة التي تصحرت وتيبست أشجارها واحطوطب فيها العشب.. وأضحت محطة قطار غادرها قبل قرون، فأضحت بلقعاً يصفر فيها الريح. ولماذا التفاؤل.. لأنك من قلب «الحوش» ولأنك من الذين رضعوا من اثداء الإذاعة دفقات من حليب المعرفة ولبن الإبداع.. ولأن كثيرين قبلك أتت بهم الأيام- ويالها من قاسية- الى هذا الكرسي فقط لأنهم من الفرقة الناجية أو الذين هم من الأخوان «الأخوان» أو من الذين امتشقوا السلاح في غيهب الليل الحلوك في ذاك الليل البهيم في ذاك اليوم الطويل.. وبكرة نتلاقى