لم تكن الاخفاقات أو التعثر الذي صاحب تطبيق قرار وزير المالية والتخطيط الاقتصادي باعتماد أورنيك 15 الالكتروني مفاجأة للجميع، حيث أبدينا تخوفنا عشية بداية تطبيق القرار من بعض المعوقات، التي ربما تصاحب التطبيق الفعلي وكنا نقصد المناطق البعيدة أو الولايات أو المناطق التي لا تنعم بالشبكة والكهرباء، إلا أن المفاجأة هي طال التعثر في التطبيق أماكن الحضر وخاصة جهاز المغتربين وهو حسب علمي يتعامل مع التقنية الحديثة من وقت طويل، مما حدا بوزير المالية بتقديم الخدمة مجاناً. سبق إن ذكرنا أن قرار وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي يعتبر أهم وأخطر قرار في حماية وولاية المال العام للدولة متمثل في وزارة المالية، فلا تراجع عن هذا القرار، علماً بأن القرار يحظى بدعم السيد رئيس الجمهورية بل يحظى بدعم اي مواطن حادب على مصلحة البلاد، ولكن دعم السيد رئيس الجمهورية لا يعني أن تطلق وزارة المالية المشروع دون (الجهوزيه) المطلوبة والاحتياطي لما سوف يحدث عند التطبيق الفعلي.. إن الحراك الآن في وزارة المالية على قدم وساق وذلك لمجابهة آثار التعثر في التطبيق، كان يمكن أن يكون هذا الحراك قبل انطلاق المشروع وتفادي ما يمكن أن يحدث. في نظري لا تراجع عن هذا القرار مهما كانت الأسباب وإن بعض المليارات التي فقدت بعدم (جهوزية) وزارة المالية لا تعني شيئاً عن الفاقد الذي سوف تفقده البلاد مع الاورنيك الورقي، خير للبلاد مليون مرة من أن تفقد بعض المليارات لمدة شهر أو ثلاثة اشهر بدلاً من فقد نصف الايرادات تقريباً لمدة عام أو عدة أعوام، للمساهمة في معالجة ما يمكن تقديمه نقترح في المناطق التي تعاني مشاكل فنية أو انعدام الكهرباء أو التحصيل المتحرك يستخدم الجهاز الذي يستخدم الآن في شراء الكهرباء ويصمم، بحيث يستخرج ايصالين بنمر متسلسلة ومكتوب عليه اورنيك 15 مالي، واحد يسلم لدافع المبلغ والآخر بطرف المتحصل، وفي نهاية يوم التحصيل يقوم المتحصل بمعاونة مراجع خصيصا لهذه المتحصلات بمطابقة الايصالات المستخرجة من الماكينة وايداعها في أقرب جهاز حاسوب أو حاسوب محمول هذا من الناحية المحاسبية ومن الناحية المالية يقوم المتحصل مع المراجع بايداع النقود في أقرب نقطة ايداع آلي لاي بنك لصالح حساب وزارة المالية، والإشارة إلى الكود في الجهاز الأساسي الذي تم ايداع الايصالات فيه.. أيضاً بالتنسيق مع الجامعات السودانية وخبراء الحاسوب في البلاد بتصميم هذه الفكرة وتطويرها وأيضاً استنباط وسائل دفع جديدة مختلفة متنقلة تفي بالغرض في المناطق البعيدة أو التي ليس بها كهرباء وتمتاز بالتقنية الحديثة إن بعض المليارات التي ضاعت خلال التطبيق الأولي لهذا القرار هي حقيقة لم تضع، بل هي اكسبت البلاد مزيداً من المليارات سوف تفقدها البلاد وبالعودة للاورنيك الورقي هذه المليارات التي ضاعت تعتبر تكلفة تطبيق المشروع، وتوجيه الايرادات في الطريق الصحيح، وافصاح الشفافية في التعامل مع المال العام، وقفل باب التجنيب والتحصيل غير القانوني الذي لم يضر بالاقتصاد فحسب، بل اضر في هيبة الدولة في الولاية في المال العام