تحتشد الفضائيات عندنا بأعداد كبيرة من جيوش مقدمي ومقدمات البرامج أو من نسميهم مذيعين ومذيعات.. ظهر بعضهم في رمضان وبعضهم سيظهر في العيد وبعد العيد، ولكن للأسف حضورهم وغيابهم سيان، لأنه حضور في عداد الغياب، ونحسبه كذلك لغياب القيمة الفكرية وإفتقادهم لأدوات التقديم ولغة الحوار، فالتقديم عندهم ونسة على مقعد الكسل، ومدعاة للوجاهة الإجتماعية، وباب لمزيد من الشهرة والشوفونية، وفي أحيان كثيرة لإرضاء غرور النفس الأمارة بالسوء أو الغيرة من زميل أو زميلة. الإعلامي الحقيقي هو عند الناس شمعة تحترق لتضئ لهم دروب حياتهم، وبالتالي من واجبه عليهم أن يقدم لهم ما يفيد، وواجبه عليهم أن يقدم البرامج التي تتناول قضاياهم، وليس برامج الونسة و(الهشك بشك) التي لا تسمن ولا تغني من جوع . الإعلامي الحقيقي هو من يغتنم الفرصة ليكون لسان حال البسطاء وصوتهم العالي الذي يدق على (طبل) آذان المسؤولين وليس ارجوزاً يضحك المشاهدين، بتوزيع الإبتسامات والهز على المغنيين والمغنيات والتمايل مع الموسيقي على كرسيه مثل عصفور لا حول له ولا قوة في ليلة ماطرة. ومن هذا المنظور ترى كم برنامج نسيناه بمجرد إنتهاء الحلقة وكم من مقدم بكينا على حاله بقدر السخرية التي أثارها في نفوسنا، وكم عدد البرامج التي لبت طموحاتنا وجعلتنا نحسب الثواني في انتظارها، وكم هي البرامج التي مررنا عليها مرور النسمة عند (الصبح إذا تنفس)؟! نحن لا نلوم الزملاء والزميلات وحدهم بقدر ما نلوم إدارات تلك القنوات التي تجهل أن النجاح يكون في أثر ما يقدم علي الناس وليس في شخص زيد أو عبيد ، وليس في جمال المذيعة الفلانية ، أو في قدر المكياج الذي تضعه علي وجهها أو تخطيط حاجبيها علي شكل الهلال في يوم مولده، أو لأن المذيعة تكتب في الصحيفة الفلانية. لا أريد أن أقول في خلاصة قولي إن كل البرامج التي تقدم بلا فائدة، ولكن أجزم وأبصم بالعشرة أن معظم البرامج التي قدمت، هي برامج بلا قيمة فكرية ولا تحمل مفيداً، ومعظمها غالطت فكرته مضمونه. - نتفهم أن للشائعة وزنها وخطورتها، ونتفهم أن الشائعات دائماً ما تطال الكبار بغرض النيل منهم، وهي غالباً ما تخرج في ظروف تنافس شديد وقوي، لكن أن تخرج شائعة بزواج الفنانة الواعدة ريماز ميرغني من الفنان الواعد شريف الفحيل، فهذه نكتة من النكات (البايخة) وليست شائعة لأنه لا يعنينا أن تزوجها أو لم يتزوجها ، فالثنائي لم يصل بعد مرحلة أن نهتم بأخباره الخاصة، لأننا لا نستفيد منها شيئاً.