٭ الظاهر عندنا أن تقديم البرامج التلفزيونية هو أسهل مما يتخيل صاحب اقصر خيال في العالم، ودونكم ما نشاهده في قنواتنا الفضائية التي تحتشد بعدد كبير من مقدمي ومقدمات البرامج، والغلبة لحواء التي أعطتنا إنطباعاً أن كل بنات البلد مذيعات، وما يبكي أن كثيراً منهن مجرد طيور زينة وزهور بلاستيكية بلا نكهة ولا رائحة، وهذا لا ينفي وجود متمكنات وهن قلة.. وحقيقة يستعمرنا العجب عندما نشاهد هذا الكم الهائل من المذيعات والبرامج التي ينتهي أثرها بعد إنتهاء البرامج، وبعدها يغيب من يغيب عن المشهد لغياب القيمة الفكرية، ولأن البرنامج كان مجرد ونسة على مقعد الكسل ومدعاة للوجاهة الإجتماعية والشهرة والشوفونية، وفي أحيان كثيرة لإرضاء غرور النفس الأمارة بالسوء لمجرد الغيرة والمحاكاة فقط. الإعلامي الحقيقي هو عند الناس شمعة تحترق لتضيء دروب الحياة ويهدي الناس سبل الرشاد، وبالتالي من واجبه عليهم أن يقدم لهم ما يفيد، وواجبه عليهم أن يقدم البرامج التي تتناول قضاياهم، وليس برامج الونسة و(الهشك بشك) التي لا تسمن ولا تغني من جوع . الإعلامي الحقيقي هو من يغتنم الفرصة ليكون لسان حال البسطاء وصوتهم العالي الذي يدق على (طبل) آذان المسؤولين وليس ارجوزاً يضحك المشاهدين، بتوزيع الإبتسامات والهز على المغنيين والمغنيات، والتمايل مع الموسيقى على كرسيه مثل عصفور لا حول له ولا قوة في ليلة ماطرة. ومن هذا المنظور ترى كم برنامج نسيناه بمجرد انتهاء الحلقة وكم من مقدم بكينا على حاله بقدر السخرية التي أثارها في نفوسنا، وكم عدد البرامج التي لبت طموحاتنا وجعلتنا نحسب الثواني في انتظارها، وكم هي البرامج التي مررنا عليها مرور النسمة عند (الصبح إذا تنفس)؟! نحن لا نلوم من نسميهم زملاء وزميلات وحدهم بقدر ما نلوم إدارات تلك القنوات التي تجهل أن النجاح يكون في أثر ما يقدم على الناس وليس في شخص زيد أو عبيد، وليس في جمال المذيعة الفلانية، أو في قدر المكياج الذي تضعه على وجهها، أو تخطيط حاجبيها علي شكل الهلال في يوم مولده، حتى حسبنا الكثير من المذيعات داخلات على تنافس لاختيار ملكة جمال المذيعات، وليس داخلات على استديو لتقديم برنامج، ثم أسمحوا لي أن أسأل من قال إن الجمال في المكياج وعدسات العيون وتركيبات الشعر، أليس هذا تضليل وكذب على المشاهدين، وهل من تكذب وتتعمد التضليل يمكنها أن تقدم ما يفيد؟ لا أريد أن أقول في خلاصة قولي إن كل البرامج التي تقدم بلا فائدة، أو أن كل المذيعات طيور زينة، ولكن أجزم وأبصم بالعشرة أن معظم البرامج التي تقدم في بعض قنواتنا، وأكرر(بعض)، هي برامج بلا قيمة فكرية ولا تحمل مفيداً، ومعظمها تغالط فكرتها مضمونها، ومعظمها يوحي لنا أن اختلقت فقط لتظهر عليها ملكة جمال المذيعات و(بس). ٭ نتفهم أن للشائعة وزنها وخطورتها، ونتفهم أن الشائعات دائماً ما تطال الكبار بغرض النيل منهم، وهي غالباً ما تخرج في ظروف تنافس شديد وقوي، لكن أن تخرج شائعة بزواج الفنانة الواعدة ريماز ميرغني من الفنان الواعد شريف الفحيل فهذه نكتة من النكات (البايخة) وليست شائعة، لأنه لا يعنينا أن تزوجا أو لم يتزوجا، فالثنائي لم يصل بعد مرحلة النجومية، وأن نهتم بأخباره الخاصة، لأننا لا نستفيد منها شيئاً. حاجة أخيرة: غداً بمشيئة الله سبحانه وتعالى نعود لاعتذار الفنان طه سليمان للصحافيين، وهو اعتذار لا يقلل من قيمته كإنسان ولا كفنان، بل يكشف عن شجاعة افتقدناها في الكثير من الفنانين.. ونتمنى من الأخ طه أن يتحلى بذات الفهم الواعي والراقي عند اختيار أغنياته حتى لا يقدم أغنيات بلا معنى، وأن يستفيد من التجارب الخاصة به وتجارب من سبقوه.