القطوعات المستمرة للكهرباء خلال الفترة الأخيرة وعدم استقرار الإمداد الكهربائي، دعت رئيس الجمهورية المشير عمر البشير للتدخل من خلال اجتماع موسع بالقصر الجمهوري أمس برئاستة، وضم نوابه ومساعديه ووزير الكهرباء ووزراء القطاع الاقتصادي ذوي الصلة ومسؤولين بوزارة الموارد المائية والكهرباء لبحث تداعيات القضية والتداول حول أوضاع الكهرباء وكيفية تطويرها وترفيع الأداء فيها. اختناقات وعجز: وزارة الكهرباء طرحت خلال الاجتماع الذي استمر زهاء الأربع ساعات بوثيقة إطارية لتطوير قطاع الكهرباء شملت معالجات للأوضاع في العام 2015م و2016م على المدى القصير. وقرر الاجتماع بحسب وزير الكهرباء معتز موسى المضي قدماً على أساس هذه الوثيقة التي قسمت الأعمال إلى مدى قصير لمعالجة بعض الاختناقات والعجز في التوليد بأنواعه المختلفة والاختناقات في شبكة التوزيع للعام 2015 و2016 مع استدامة بعض الصيانات وتعزيز التوليد بإضافات إسعافية إلى جانب خطة متوسطة المدي للعام 2017م إلى العام 2020م ومؤشرات هادية إلى ما بعد العام 2020م ، وأبدى موسى آمله في أن تسفر الجهود المبذولة بأن يكتمل بها تصويب أوضاع الشبكة والنقل والتوزيع والإنتاج لأجل توفير الطاقة بشكل مستدام وفي متناول الجميع. وزير الكهرباء مضى لتبرير العجز في الإمداد الكهرباء خلال الفترة الماضية بأنه ناتج عن تداخل في عدم استدامة الوقود سواء كان الماء نفسه فى النيل أو البحيرات الرئيسية في مروي والروصيرص إلى جانب الوقود التوليد الحراري فضلاً عن بعض الإشكالات في الاختناقات على مستوى شبكات التوزيع والنقل، مشيراً إلى أنه تمت المعالجات التدريجية، وأن الأوضاع خلال الأيام الحالية لا تقارن بما كان عليه الحال قبل أيام. وأضاف»الأمور ماشه في اتجاه تحسن مضطرد، ونأمل من خلال هذه الوثيقة التي وجدت عناية من الرئيس ونوابه ومساعديه أن نستطيع إعادة الأوضاع إلى أفضل مما كانت عليه ونستمر في هذه الخدمة، صحيح هي مكلفة ومعقدة لكنها أصبحت أمراً ضرورياً وأساسياً وإستراتيجياً بالنسبة لحياة المواطن العادي» ، ومضى للتأكيد بأن الرئيس قبل وثيقة الوزارة لتطوير قطاع الكهرباء ووعد بمتابعتها بشكل أسبوعي، وأنهم على يقين بأن الوثيقة تمضي في اتجاهها الصحيح، موسى اتجه للقول بأن أوضاع سد مروي تقاس بالنسبة لهم بجاهزيته، مشدداً على جاهزية العشرة وحدات العاملة بسد مروي، وأقر بأن كل السدود في العالم لديها موسمية بحسب مستوى المياه وتوفرها. ظواهر موسمية: وأشار إلى أن الفترة الحالية من كل عام عادة ما يكون مستوى البحيرة فيها منخفض جداً، وزاد « النهر للعشرة أيام الماضية كان منخفضاً دون المعدل، يعني فى هذه الفترة من العام الماضي كان أكثر من (254) مليون متر مكعب في اليوم وهذا العام بدأ ب (171) مليون متراً مكعباً، مما يعني انخفاضاً كبيراً في القدرة على التوليد ولكن هذا أمر خارج سيطرة البشر وما يهمنا هو أن تكون وحدات مروي جاهزة للتوليد ومصانة ومهيأة للعمل»، مبيناً أن هنالك تحسناً في إيراد النيل ، وكشف موسى عن أنهم أعادوا إدارة التخزين المائي بالبلاد على نحو منظومة واحدة لتمكنهم من تعديل الأوضاع نحو الأحسن في مروي، وقطع الرجل بعدم وجود برمجة لقطوعات الكهرباء حالياً، مبدئاً أمله في أن يستقر الإمداد الكهربائي على ما هو عليه الآن لجهة أنهم مقبلون على فصل الخريف الذي يشهد ازدياداً في كمية المياه مما يجعل هناك إشكالية بانخفاض التوليد في سد مروي. لكن وزير الكهرباء اعتبرها ظواهر موسمية ليست لها صلة بكفاءة سد مروي ، وقال موسى في تصريحات صحفية بالقصر الجمهوري أمس، إن الصيانات تأثرت بانفصال الجنوب وفقدان موارد مهمة من العملة الحرة مما أدى إلى انخفاض التوليد الحراري إلى أدنى مستوياته، واتجه ليقول إنه منذ العام الماضي وحتى الآن تضاعف الإنتاج من التوليد الحراري والذي كان نحو 19%من الشبكة خلال العام 2010م وأصبح الآن نحو 40% ، مؤكداً أن العام القادم سيرتفع فيه الإنتاج من (900) ميقاواط للعام الحالي إلى (1350) ميقاواط ، واعترف الوزير بأن استيراد الكهرباء منعدم وبلغ صفر على مدى الشهرين الماضيين مما أثر على الإمداد الكهربائي باعتباره جزءاً من حسابات الكهرباء، وعزا الأمر إلى ما أسماها ب«الأحمال» والطلب العالي على الكهرباء في أثيوبيا ، وقطع الرجل بعدم وجود مشاكل داخل شركات الوزارة وأن الأوضاع سليمة للغاية والأمور تسير على طبيعتها، وأضاف» صحيح نحن بنقرأ في وسائط الإعلام عن بعض الإشكالات وهي موجودة بس في الوسائط لكن على أرض الواقع كل ما كتب ليس له صلة بالواقع» . وزير الكهرباء رد على تساؤلات بشأن اتجاه الوزارة لزيادة تعرفة الكهرباء بقوله «ما أعرفه تماماً أمران الأول أن الكهرباء الآن تباع بحوالي 20% من تكلفتها والناس فيها سواء الغني والفقير، والحقيقة الثانية أن الرئيس وضع خطاً أحمر بأن نكون رقيقي الحال مع أصحاب الدخول المحدودة و المتوسطة، لا يجب أن يمسوا»، ففي هذا الإطار يتم التداول وإن شاء الله نشوف بما يأتي به المستقبل».