من فضائل كرة القدم في السودان على كافة مستوياتها أنها توفر لممارسها ومتابعها علاقات إنسانية قلما تتوفر في مجال آخر، لأن التلاقي في رحاب كرة القدم حبياً أو تنافساً على بطولة يخلق المتعة ويشعل الحماس، وقد يجعل الجميع على قلب رجل واحد، خاصة في حال عُزف نشيد العلم.. أو السلام الجمهوري العظيم.. ومن فضائل كرة القدم أنها لم تعرف لوناً سياسياً أو طبقياً أو اجتماعياً، إنما ظلت توحد الوجدان وتربي فينا الأمل بغدٍ أفضل يجعلنا جميعاً نعيش في سلام ومحبة.. هذه المحبة جبلنا عليها نحن السودانيين منذ القدم، هذه المحبة ترجمها عملياًَ اللاعبون السودانيون القدامى والجدد حين فكروا في إنشاء منظمة تعمل على لمّ شملهم قبل كل شيء إن تفرقت بهم السبل أو باعدت بينهم المشاغل أو المنافي، كما قال اللاعب السابق للمريخ عصام جوليت والذي يرى أن المنظمة ستساهم في نفض الغبار عن اللاعبين الذين قدموا للوطن أرواحهم فداء، خاصة وأن هناك من لم يجد حظه، عصام يرى أن هناك لاعبين مثل ريتشارد جاستن والذي قاد المنتخب القومي وتغنى بنشيد العلم.. له الحق أيضاً في هذا التجمع الإنساني والاجتماعي النبيل، وكذلك أدورد جلدو وغيرهما من اللاعبين الذين فرقت بيننا وبينهم رياح السياسة والانفصال. قال الرئيس الأسبق للاتحاد السوداني لكرة القدم عمر البكري أبو حراز: من المؤكد أن هناك أخوة لنا أبدعوا وأمتعوا الجماهير بفنهم الرفيع وأدائهم المتميز في كرة القدم ولكن شاءت الظروف أن يتعرضوا لمعاناة في حياتهم ومعيشة أسرهم خاصة أن كرة القدم في أيامهم لم تكن مصدر رزق وفائدة مادية.. بل كانت عطاءً دون عائد مادي ولسوء الحظ أن معظم هؤلاء الأبطال لم ينل حظاً وافراً من التعليم الأمر الذي زاد من معاناتهم بعد تقاعدهم واعتزالهم كرة القدم.. لذلك فأنا أحيي بكل تقدير القائمين على أمر المنظمة وكل من فكر فيها، وهذا يؤكد قناعاتي الراسخة بأن الوسط الرياضي والمجتمع الرياضي بكل فئاته المتمثلة في الإعلاميين، الإداريين، اللاعبين، المدربين والحكام من أكثر المجتمعات المدنية المتماسكة ودائماً يعلو فوق الخلافات ويسمو ويحلق فوقها في الملمات.. لذلك من اليوم أنا أتشرف بالانتماء لهذا المجتمع وسأقدم وأبذل من الجهد والمال والخبرة دعماً لهذه المنظمة الرائعة. الكابتن السابق للمريخ جمال أبو عنجة.. قال لنا بأن المنظمة هي نواة لعمل عظيم تشمل كل الأجيال لتقف على حقيقة أوضاعهم وتساهم في حل مشكلاتهم خاصة وأن هناك من أقعده المرض والشلل ويعيشون المآسي، وأن المنظمة تعمل على إعادة خلق الصلات بين المجتمع واللاعب الذي قدم التضحيات من أجل وطنه. ونادى أبو عنجة كل اللاعبين القدامى والجدد أن يكونوا موجودين من أجل إنجاح هذا المشروع.. والذي سيحقق للناس قيماً كثيرة منها التكافل والتآخي والتعاضد. لاعب المريخ السابق أبا ذر شريف ساتي قال: بأن قيم المجتمع السوداني في تكاتفه وتفاني أبنائه في خدمة بعضهم البعض، ويرى أن درّاج العاطلة والبقع بيناتنا بنسده تحولت إلى واقع وحقيقة من خلال هذه المنظمة التي هدفها أولاً الإنسان ومن بعده اللاعب الذي أفنى سنين عمره مضحياً من أجل بلده. التضحيات قد تكون غير منظورة لكثيرين يعتقدون أن كرة القدم ترف فقط لكنها في الحقيقة تفانٍ ونكران للذات يجب أن يقابل بالوفاء من قبل المجتمع. أما نجم الدين أبو حشيش، قال إن المنظمة ستفتح آفاقاً لأفكار تخدم المجتمع السوداني قبل اللاعب، وتوقع أن تحدث نقلة وتصبح حديث العالم لكونها أول مبادرة في العالم تهتم بقدامى اللاعبين. اللاعب السابق للخرطوم 3 الفاتح أبو عنجة أكد أن المجتمع الرياضي قائم في أصله على التواصل والتماسك وقيام هذه المنظمة سيساهم في الربط بين الأجيال، واشترط نجاح المنظمة في تمسكها بالجانب العلمي والإستراتيجي حتى تخدم قضاياها وأفكارها.