أورنيك 15 (2) قلنا إن تحويل أورنيك 15 من ورقي إلى إلكتروني يحرم المتطلعين أمثالي من موارد ضخمة كانت ستسهم بدون جدال في رفعة شأننا لنودع حياة البؤس والفقر لنصبح أصحاب قسمة مميزة في الثروة، وهو أمر كان يغري الكثيرين ببذل كل جهد ممكن للوصول إلى طرف السلطة ليعدلوا حالهم المايل ويغتنوا بعد فقر ومسغبة، سواء كانت هذه السلطة كبيرة أو مجرد تحصيل، وكنت قد أعددت نفسي وأعدتني بدورها لأن ألغ في المال العام ولو عن طريق وظيفة تحصيل «محصل يعني» وفيها تتوفر لي من فرص اللقف ما لا يتوفر لأولي الألباب، فيمكنني ببساطة أن أتفق مع الحصول عليهم بأن ينسوا موضوع أورنيك 15 ويدونا الفيها النصيب ويا دار ما دخلت أورنيك، ويا خزينة يا عامة ما دخلك قرش وهذا من «التساهيل» على الخلق فإقتسام المحصول بيننا أولى من الخزينة العامة. وزير المالية بقراره الجنوني ذالك جعل من أحلامي الظلوطية هذه هباءً منثوراً، فلم يعد أمامي إذا استلمت أي سلطة سوى العمل على تعطيل الشبكة والإدعاء بأن الشبكة طاشة حتى تتعطل مصالح الناس ويجأروا بالشكوى من التحصيل الإلكتروني ويطالبوا بالعودة للورق لنكتب نفسنا مجدداً من السعداء، فإذا خاب هذا المسعى لجأنا بالتحصيل بطريقة أكلوا أخوان ونخلي خشم وزارة المالية ملح ملح، وإن شاء الله ميزانيتهم تطش وتلحق بالشبكة ويبدو أن جهود الطامحين والطامعين أمثالي قد أفلحت فلم تشهد الشبكة العنكبوتية تردياً مثل ما تشهده هذه الأيام من ضعف وإنقطاع بسبب التحميل كما يقولون، أو بسبب أورنيك «خمستاشر» الذي دخل عليها بالساحق والماحق. يعني نعمل شنو ياجماعة؟ ونصلح أوضاعنا كيف؟ نغترب وله شنو؟ وقد مات الأمل الوحيد الذي ينقذ الإنسان ويعدل وضعه في بضعة أرانيك ويبني عمارة ويشتري سيارة ويتزوج بأحلى جارة، ويخلف كراع ويولع سيجارة ويطمع في العمودية بعد أن يحصل على النظارة ويقضي الإجازة في ماليزيا ويعالج في أوروبا، غايتو جنس حسادة على ناس المالية حرموني منك يا أورنيك خمستاشر. لقد تابعت الأمر بدقة ولاحظت أن الوزير يصر إلحاحاً على حوسبة أورنيك خمستاشر رغم كل مشاكل الشبكة ويمضي قدما في إنفاذ هذا الأمر الذي نعتبره مؤامرة مبيتة ضد طموحاتي التي أصبحت في نظر وزارة المالية غير مشروعة، لذا سنجتهد في الحلقة القادمة في استنباط طرق معارضة لإفشال هذا المخطط المالي الرهيب.