حقيقة أشفق كثيراً هذه الأيام على حال حكومة ولاية الخرطوم التي لا تدري من أين تجدها، هل من قطوعات الكهرباء والمياه أم من مشكلة النفايات أم من الشائعات، فقبل أن يفيق الناس من صدمة حديث بعض المسؤولين عن زيادة في تعريفة الكهرباء والمياه، خرج علينا بعض ضعاف النفوس بشائعة أن هناك أزمة وشيكة في الدقيق، والمتابع لا يجد غير أن يربط بين القرارات وهذه الشائعة، لأنها شائعة من وجهة نظرنا لم تأت من باب الصدفة ولكن إهتبل أصحابها فرصة غضب المواطنين وعدم رضائهم عن الحكومة فيما يتعلق بخدمات الكهرباء والمياه، وبعد ذلك من ما أُثير من قرارات بزيادة التعريفة. كان الناس والحكومات على وقت قريب لا يأبهون بالشائعات لأنها لم تكن ذات أثر ومحدودة الإنتشار، ولكن في زمن الواتس اب والفيس بوك والتويتر وغيرها من مواقع التواصل الإجتماعي، أصبح للشائعة إنتشارها وخطورتها وأثرها السالب في المجتمع، لذلك أصبحت بعض الحكومات تتعامل معها بالشدة والحسم والحزم ولا تأخذها رأفة ولا شفقة بمطلقيها لذلك تبدو الشائعات في بعض الدول شبه معدومة أو ثقافة غريبة عليها، لذلك نأمل من الجهات المسؤولة عندنا أن تتعامل بالشدة مع مروجي الشائعات التي تهز الثقة بين الحكومة والمواطن وبالتالي تخلق نوعاً من عدم الإطمئنان والإحساس بالأمان في المجتمع. لا أظن أن الحكومة تنتظر مني أو من غيري أن يحدثها عن خطورة الشائعات، خاصة تلك التي تتصل بتهديد للمواطن في معيشته وإستقراره مثل شائعة الأزمة المحتملة للدقيق، وهو ما نفته الحكومة جملةً وتفصيلاً، ولكن لا ينبغي أن يكون دور الحكومة هو النفي فقط، فمن الضرورة إيجاد من أطلقوا هذه الشائعات وعقابهم العقاب الرادع، حتي يكونوا عظةً لغيرهم.