جنون العظمة، جنون الحب، جنون الطعام، جنون الأزياء، جنون المال- كل هذه الأنواع من (الجنون) حملتها آخر لحظة للدكتور محمد الأمين مكرم بروف الطب النفسي بجامعة أم درمان الإسلامية، واختصاصي الطب النفسي بمستشفى التجاني الماحي للطب النفسي التعليمي. الإفادات العلمية لبروفسير محمد الأمين جاءت ممتعة وشيقة و.. ولنطالع معاً حديثه:- ٭ هناك بعض الأعراض للاضطرابات النفسية التي اصطلح على تسميتها بالزهانية وهي الضلالات.. ومنها ضلالات العظمة التي تنقسم إلى نوعين:- - ضلالات الشخصية:- يعتقد المريض شخصية ما محددة مثلاً يقول إنه المهدي المنتظر ، أو أنه نبي من الأنبياء مثل عيسى عليه السلام أو أن يحدد أي شيء. - ضلالات القدرات والامكانيات:- حيث يعتقد أنه مختص بقدرات استثنائية، ويعتقد أنه بإمكانه إنزال المطر وإحياء الموتى، أو أن لديه أصول مالية في البنوك السويسرية بالعملات الحرة وغيرها. وتشترك هذه الضلالات في أنها اعتقادات خاطئة، ولكنه يجزم بها المريض بحيث لا يقبل بما هو ضدها، ولو كان بأقوى الأدلة على دحضها. - أما النوع الثاني من جنون الحب:- وهي أن يعتقد المريض أن شخصاً ما- وعادة ما يكون شخصاً مشهوراً- على علاقة غرامية معه، في حين أن هذا الشخص المشهور ليس لديه معرفة به ولا عن تواجده في أي بلد. نقول إن جنون الحب والعظمة هي أعراض للاضطرابات النفسية، كالاضطراب الوجداني الذي يسمى ثنائي القطبية- واضطراب الفصام. - أما بالنسبة لجنون الطعام:- هناك بعض المرضى يتوجسون من وجود سم في الطعام موضوع من آخرين لالحاق الضرر بهم، ويرفضون تناول الطعام، فيبدو للناظر أنهم فاقدو الشهية، وفي الحقيقة غير ذلك. وهنالك بعض مرضى الاكتئاب النفسي والقلق النفسي يفرطون في تناول الطعام للتخفيف من حدة القلق والاكتئاب، ويشربون المشروبات الغازية والشكولاتة والكاكاو، وهناك نوعان من أنواع الاضطرابات النفسية المرتبطة بتناول الطعام، وهي للفهم العصبي وزيادة تناول الطعام، وهما أقل انتشاراً في دول العالم الثالث. أما جنون الأزياء:- هنالك اضطراب نفسي يتوهم فيه المريض بوجود عيب أو خلل في مظهره وشكله وعادة في الوجه والشعر، مما يؤدي لتأثر المريض في تعامله مع الناس وأدائه الوظيفي مثل شكل الأنف وطوله، وحجم الشفاة، والوجنتين، والخدود، أو العين، ونادراً ما يشعر المريض بتحسن حتى بعد إجراء العمليات التجميلية. - أما جنون المال أو حبه حالة نفسية:- والمال هو عصب الحياة، وهناك الكثير من الاضطرابات النفسية التي ساهم الفقر والعجز المالي فيها.. ومن ناحية أخرى فإن الثراء وتوفر المال يرتبط بالاضطرابات النفسية أيضاً ولا يعني الحصانة من المرض النفسي. - هناك اضطرابات في الشخصية الهستيرية التي تهتم فيها المريضة بالأزياء والمظهر، فتفرط وتزيد في مكياج الوجه بصورة لافتة للنظر، وتختار الأزياء ذات الألوان الصارخة لتجذب الانتباه.