٭ كما سبقت الإشارة، فإن شخوص رواية حَُمور زيادة «شوق الدرويش» المحورية هم من «الناس العاديين» الذين عاشوا في خضم التقلبات السياسية والمجتمعية التي عصفت بالبلاد أوآنذاك، من حصار وسقوط الخرطوم على أيدي ثوار المهدية وحتى استعادة الفتح و «الكَسْرة» واجتياح أم درمان واستباحتها على يد الجيش الغازي. ٭ الشخصيات الرئيسية مدار السرد والحكي تمثلت في: ٭ بخيت منديل: أحد أرقاء الخرطوم حيث بيع في سوق العبيد بعد اختطافه طفلاً من «الجبال الغربية» فاشتراه أكثر من طالب وتقلب بين أيدي مسترقيه حتى حررته الثورة المهدية وأصبح بلا سيد أو أي سند فلجأ للعمل في مهن مختلفة من عامل صابون إلى حمال إلى حفار قبور، وهو «الدرويش» الذي عناه الكاتب في عنوان الراوية.. وكان حبه لثيودروا «الراهبة الكاثوليكية المتبتله» هو دينه وديدنه وأشواقه وغاية حياته المتوهمة. ٭ ثيودروا: راهبة مصرية شقراء، ذات أصول يونانية، نشأت في الأسكندرية وانخرطت في الخدمة الروحية للكنيسة، ووفدت إلى السودان ضمن بعثة تبشيرية «كاثوليكية وارثوكسية» عن طريق البحر الأحمر حتى ميناء سواكن وعبر الصحراء حتى بربر وبمحازاة النيل حتى استقرت في الخرطوم تحت الحكم التركي بقيادة غردون، فتحولت مع الفتح المهدوي إلى سبيّة، وكانت من نصيب التاجر إبراهيم ود الشواك. ٭ إبراهيم ود الشواك: تاجر دنقلاوي.. هاجر من ضواحي دنقلا وعمل مع كبار التجار الخرطوم حينها، أخلص في عمله حتى نال ثقة مخدمه فصاهره ودخل إلى عالم الثراء والتجارة وصار من أعلام المدينة، لكن بحكم قراءته للتطورات السياسية وتوقعه لسقوط الخرطوم مع تباطؤ حملة الإنقاذ تحول إلى عين للمهدي وقادة الثورة المهدية، ولعب دور «الطابور الخامس» في داخل المدينة المحاصرة.. فكان يزود قادة الثورة بالمعلومات وآخر التطورات حول آثار الحصار وأخبار الحملة المصرية لنجدة الخرطوم وحاكمها غردون باشا.. وانتقل ود الشواك بعد الفتح لعاصمة المهدية أم درمان مؤمّناً على مواصلة أعماله وتجارته، وأصبح قريباً من الدائرة المحيطة بالخليفة عبد الله، خصوصاً ابنه (الخليفة المرتقب) عثمان شيخ الدين.. ومع تواتر الأخبار عن حملة إعادة الفتح تحسب لذلك ونقل بعض أعماله إلى المسلمية تحت رعاية وكيله الدائم الحسن الجريفاوي. ٭ الحسن الجريفاوي: شخصية متدينة بدأ حُواراً لدى أحد مشايخ جنوب الجزيرة «سلمان ود الدويحي» وتتلمذ على يديه- في كركوج- حتى بلغ عنده مقاماً متقدماً فزوجه ابنته التقية والجميلة والوحيدة «فاطمة».. لكنه عندما ألم بسيرة المهدي وسمع بانتصاراته في الغرب قرر الانضمام إلى الثورة وطّلق زوجته الحبيبة «فاطمة» «في شان الله» والتحق بجيوش المهدي مقاتلاً في مختلف الجبهات، لكنه انتهى إلى الاتصال بإبراهيم الشواك وعمل معه حتى صار وكيلاً عاماً لأعماله. ٭ الطاهر ود جبريل: أحد مقاتلي قوات الملازمين التابعة لعثمان شيخ الدين ابن الخليفة.. وبرغم أنه هاجر إلى أم درمان متأخراً بعد التحاق المهدي بالرفيق الأعلى لكنه «بصدق الولاء» فاق من سبقوه.. خرج بعد «الكَسْرة» - سقوط أم درمان- إلى القضارف واختلف مع أهل زوجته الثالثة فطلقها وغادر مع زوجتيه الآخريين إلى أبو حراز وبقي هناك مترقباً أن «يُحدث الله أمراً» بانتصار جديد للمهدية ودولة الخليفة.. لينتهي أجله على يدي «بخيت منديل» ثأراً لمحبوبته حواء «ثيودورا» المغدورة. ٭ مريسيله: صانعة مريسة بأم درمان تنتمي لطبقة الرقيق أحبت بخيت منديل من طرف واحد، ورعته وساعدته على الشفاء من جروحه وأدوائه التي خرج بها من سجن «الساير»، حتى تعافى وبدأ مهمته الأزلية الثارية في مطاردة قاتلي محبوبته «المتوهمة» الراهبة ثيودورا «حواء». ٭ يونس ودجابر: غريم بخيت الذي حاول بخيت القضاء عليه فور دخوله سجن الساير، وكان سبباً في تعليقه وتعذيبه لأيام وأصبح ضمن أهداف بخيت الستة المطلوبة للثأر. ٭ تلك أهم الشخصيات المتحركة في رواية «شوق الدوريش»، بالإضافة إلى آخرين سنبرز أدوارهم في الحلقات القادمة إن شاء الله.