٭ في السابق يشير واقع الأسرة السودانية إلى الدور الذي اطلعت به عبر تاريخها الطويل وهي تصنع الأجيال، وتحيطها بالرعاية والحماية من خلال علاقات التراحم والتواصل والتكافل التي اتسمت بها الأسرة الممتدة، إلا أن تحليل المتغيرات البيئية المحيطة بالأسرة داخلياً وخارجياً يشير إلى أن بعض المهددات والتحديات وعوامل الضعف التي تواجة بعض الأسر السودانية، إلى جانب عوامل القوة والفرص المتاحة والتي يمكن استثمارها لمصلحة الأسرة مستقبلاً . ٭ الأمر الذي أدى لإجازة الاستراتيجية الوطنية للأسرة التي أعدتها الإدارة العامة للمرأة والأسرة بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي وتحصلت عليها «آخر لحظة» والتي تناولت الوضع الراهن، ومايواجهه من مهددات ونقاط ضعف وقوة، وحصرت المهددات في الضغوط الاقتصادية وما نتج عنها من تفكك في العلاقات، وارتفاع معدلات الطلاق ونسبة النساء المعيلات للأسرة والهجرة الداخلية والخارجية، فضلاً عن تفاقم الأسباب الاجتماعية بسبب الحرب والنزاعات وما صاحب ذلك من فقر وبطالة وجهل، بجانب الأمية والهجرة والنزوح والتشرد والتشوهات الاجتماعية بمختلف أشكالها، وهشاشة البنيات التحتية بجانب تأخر سن الزواج بين الجنسين وظهور أشكال من الزواج كالزواج العرفي وغيره من أشكال العلاقات غير المشروعة، وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية والمنقولة جنسياً وتصاعد نسبة الإصابة بالإيدز، إضافة لازدياد الجريمة والمشكلات الاجتماعية وبروز أشكال جديدة لها كاغتصاب النساء والأطفال والمخدرات. ٭ وكشفت الاستراتيجية عن عدد من نقاط الضعف المتمثلة في نقص المعلومات الدقيقة والبحوث العلمية المتعمقة في تشخيص العلل والمشكلات في مجال الأسرة والمجتمع وضعف البعد الاجتماعي في التخطيط للتنمية والآليات المؤسسية والبرامج المجتمعية المدروسة في مجال دعم الأسرة مادياً واجتماعياً وثقافياً، أما نقاط القوة في التشريعات والقوانين والتي تعبر عن قيم العدالة في المجتمع، وكفالة حقوق الانسان التي كفلتها الأديان السماوية والمواثيق الدولية والتراث الانساني، وتوقيع اتفاقيات السلام وإقرار وثيقة الحقوق وماورد في الدستور الإنتقالي لعام 2005 حول الحماية القانونية للأسرة وحق الرجل والمرأة في الزواج وتأسيس الأسرة، إضافة للموجهات الخاصة بالأسرة والتي تضمنتها الاستراتيجيات العشرية، الربع قرنية والموروث الثقافي والحضاري للمجتمع السوداني كركيزة قوية لبناء الأسرة ودعمها وحمايتها ٭ وأشارت الاستراتيجية إلى حزمة من التحديات التي تواجه الأسر كازدياد معدلات البطالة والفقر ونسبة الأمية الأبجدية والتقنية والتسرب وارتفاع نسبة وفيات الأمهات والأطفال، بالإضافة لضعف الوعي الصحي والغذائي والبيئي والقانوني لدى الأسر والآثار السالبة للنزاعات على الأسر اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً، فضلا عن البث الإعلامي المضاد والمكثف لثقافة العولمة السالبة، والثقافات الأسرية الوافدة وما تفرضة من مخاوف حقيقية وآثار سالبة تتعارض مع القيم والأعراف السودانية في نظام الأسرة والزواج والعلاقات بين الجنسين . ٭ وتهدف الاستراتيجية لبناء أسرة واعية متفاعلة سوية تعمل على تمتع أفرادها بكامل حقوقهم، وأن تسود علاقاتهم المودة والرحمة والاحترام، وتسهم بإيجابية في الثقافة والحضارة الانسانية، وتمكين الأسرة من القيام بوظائفها الأساسية، وإصدار التشريعات اللازمة لحماية الأسرة وحفظ حقوق أفرادها بجانب الاهتمام بقضايا الأسرة السودانية خارج الوطن، ودعم ورعاية أسر المغتربين بالداخل وإنشاء قاعدة بيانات ومعلومات الأسرة. ٭ وأشارت للسياسات الرامية لتفعيل واستصدار التشريعات الخاصة بحماية الأسرة والحفاظ على كينونتها وصون حقوق أفرادها، وتوسيع مظلة الحماية التشريعية لتشمل جميع الأطراف، والإرتقاء بتقديم خدمات الرعاية الأسرية وتاسيس خدمة اجتماعية مهنية متقدمة تضمن وتكفل الرعاية المادية والمعنوية للأسر الضعيفة، بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، وترقية البحث العلمي وإنشاء مراصد وطنية للأسرة لمواكبة المتغيرات العالمية والاقليمية والمحلية وتأثيراتها على أوضاع الأسرة ووظائفها