نحذر الحكومة من غضبة شعبية قريبة سطع نجمه محامياً في ساحات المحاكم عندما ينزع ربطة العنق ليترافع بشراسة في قضايا السياسة والمعارضة، في هذا الحوار ترافع عن الشعب السوداني ممثلاً للاتهام في قضايا الخدمات المتمثلة في الكهرباء والمياه والأزمة الاقتصادية، الشعب سينفجر إن لم تكن هناك حلول سريعة، هكذا بدأ ترافعه ليتحول بعدها مترافعاً عن المعارضة ليدفع اتهامات ظلت تلاحقها، ساطع محمد الحاج القيادي البارز بتحالف قوى الإجماع الوطني والأمين العام للحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري رغم استخدامه الدهاء السياسي إلا أننا انتزعنا إجاباته صريحة حول الحوار التحضيري بالخارج ومواقف الإمام الصادق المهدي من المعارضة الداخلية، الفكر الناصري ولماذا يرفض المحامي ساطع أن يترافع عن الرئيس جمال عبد الناصر، كل ذلك داخل الحوار الذي لم يستغرق سوى خمس دقائق من الوقت للإجابة على أسئلة«آخر لحظة» فإلى الحوار: حوار: فاطمة أحمدون ٭ المؤتمر الشعبي اعتبر حديث المعارضة عن حوار تحضيري بالخارج..؟ - أجاب مقاطعاً: ياتو معارضة التي تقصدينها، هل قال هذا الحديث إبراهيم الشيخ، هل تحدث فاروق أبوعيسى، هل تحدث محمد ضياء الدين، هل تحدثت أنا، نحن نمثل تحالف المعارضة ولم نتحدث عن حوار تحضيري بالخارج. ٭ ترفضونه إذاً بالإجماع؟ - جميعنا على قلب رجل واحد في هذا الأمر وقد أغلقنا الباب تماماً أمام أي حديث عن حوار. ٭ اتخذتم القرار بذلك؟ - قرارنا الوحيد إسقاط النظام عبر الطرق السلمية. ٭ أبو عيسى في حديث صحفي قال إن الظروف غير مناسبة لقيام ثورة شعبية؟ - أبو عيسى عندما تحدث في حواره الأخير مع آخر لحظة كانت الظروف آنذاك هكذا، ولكن الآن الظرف مناسب تماماً لاندلاع ثورة شعبية. ٭ هناك مؤشرات أم تحركات..؟ - أجاب منفعلاً: هناك أزمات خدمية واقتصادية في البلد وأزمة في الموية والكهرباء بخلاف الأزمة اقتصادية والتدهور المعيشي، الشعب سينفجر. ٭ تتحدثون عن تداول سلمي وديمقراطية وترفضون الحوار التحضيري والحوارالوطني؟ - إن الحوار بالخارج غير منتج وغير مفيد ويفتح الباب أمام تمرير الأجندة الخارجية حال عقد مؤتمر دولي. ٭ هناك من يرى أن الحوار التحضيري للمعارضة الخارجية المسلحة مفيد ومنتج؟ - بالنسبة للحركات المسلحة من الممكن أن تكون هناك خطوات لكيفية التوصل إلى طريقة للجلوس معها باعتبارها جزءاً من الحوار وليست كل الحوار، فهناك معارضة داخلية. ٭ ألا ترى أن الصادق المهدي بعقده اتفاقيات مع الجبهة الثورية تجاوزكم كمعارضة داخلية ويرى أنكم معارضة غير مؤثرة؟ - المعارضة الداخلية أحزاب كثيرة وكل من يحاول تجاوزها سيفشل وهذا التجاوز سيؤدي إلى فشل المبادرات وستظل تعبر عن الذي أصدرها «ياخ انت ما ممكن تفتكر نفسك وصي على الآخرين». المعارضة الداخلية الآن مؤثرة وفاعلة وتناهض الشمولية بكل الوسائل المتاحة لها، فهي الآن تنظم الندوات وتعلن الاحتجاجات وتنظم المؤتمرات الصحفية. ٭ خروج الشعبي وموقف حزب الأمة ألم يضعف ذلك التحالف؟ - «أكون ما صادق معاك» إن قلت لك إن التحالف لم يتأثر بخروج الشعبي والأمة، فخروجهما شتت جهد المعارضة. ٭ أستاذ ساطع أي جهد تتحدث عنه والمعارضة لا تنظم التظاهرات السلمية ولا تحمل اللافتات ولا تتصدى لقضايا المواطن ولم ترغم الحكومة على التراجع عن أي قرار؟ - هذا ليس صحيحاً، أكبر دليل على ذلك احتجاجات سبتمبر التي سقط فيها شهداء وما قامت به الحركة الطلابية والمخاطبات السياسية التي تتم في الميادين العامة، وهذا يؤرق النظام تماماً ويجعله لا ينام، فهذه المعارضة غير منصوص عليها في دستور كما في بعض الدول، وبالتالي هي ليست محمية من الاعتقالات والتعذيب ورغماً عن ذلك لم تستسلم يوماً عن نضالها. ٭ تحدثت عن وحدة جهد المعارضة برغم أنكم بالداخل تصنفونها يساراً ويميناً وترفضون الإسلاميين؟ - أبداً نحن لا نهتم لهذه التسميات يمين ويسار ووسط والمعارضة في تقديرنا يجب أن تمثل الشعب السوداني، وفي قناعاتنا أن الإسلاميين لن يتمكنوا منفردين من إدارة الدولة وكذلك لا ندعي أننا سنتمكن وحدنا. ٭ إذن لماذا ترفضون الحوار مع الحكومة؟ - نحن لا نرفض، بل نبحث عن حوار مسؤول ومنتج يحقق الأهداف المرجوة، وهناك أمر آخر أن المؤتمر الوطني لا يعترف بالآخرين وكأنه من كوكب آخر ويتعامل على أساس أن هؤلاء بنو علمان ووفقاً لقاعدة تقول «دا قطرنا تركبوا معانا مرحب والما داير الله يسهل علي». ٭ اتهام ظل يلاحقكم الاستنصار بالخارج؟ - المؤتمر الوطني بسياساته الداخلية فتح باب التدخلات الخارجية وهو من تسبب في صدور أربعين قراراً من مجلس الأمن من قبل، وهو من «لفّ» بالحوار كل العواصم ابتداءً بمشاكوس وانتهاءً بالقاهرة ولسنا نحن من بدأنا. ٭ ألا ترى أن الفكر الناصري يحتاج لمراجعة؟ - نحن نقوم بهذه المراجعات الفكرية يومياً ولم نوصد الباب أبداً أمامها. ٭ إذن فتسويق الناصرية أصبح صعباً؟ - أي جهد بشري يحتاج لمراجعة والتطوير عدا القرآن الكريم حتى لا تتعرض للتحجر وخير مثال لذلك الإسلاميون في تونس. ٭ هناك من يقول إن الناصرية ليست نظرية وإنما هي التفاف حول قائد راحل، ما هو ردك؟ - الفكر الناصري ظهر عقب وفاة عبد الناصر، أقصد تبلور عقب رحيله وهو فكر قائم على نظرية فلسفية وهي فكرة حل المشكلات في إطار اجتماعي. ولكن معظم الملتفين حول الناصرية ينطلقون من ذلك الإعجاب بالقائد العربي عبد الناصر. جمال عبد الناصر أحد الرموز الوطنية الذين أسهموا سياسياً وفكرياً في تاريخ المنطقة، واستطاع أن يجسد الأفكار في مشاريع واقعية ولكننا لن ندافع عن ثورة عبدالناصر في 32 يوليو ولن نهاجمها وثورة أكتوبر نتعامل معها كثورة منطقة عربية. }}