دار حديث بيني وبين زميلي المهذب سامي حول تجربته بعد تخرجه في جامعة النيلين وكان أول دفعته.. عبر سامي مرحلة كان الفضل فيها من بعد اللّه أسرته.. بدأت بعدها لحظات البحث عن وسائل الرد الجميل للأسرة التي احتلفت به.. سافر في محاولة للهجرة العقلانية إلى كندا بهدف تحقيق الفوائد الخمس من السفر.. أولها على الأقل الاستقرار.. الزميل سامي يمثل أغلب شباب السودان وتفاصيل الطموح تراود الكثيرين دون أن ينتابهم اليأس.. ربما تجربتي الشخصية وتجربة سامي كانت مصحوبة بدعوات الأم التي عادة لا يهدأ لسانها لحظة عن سؤال المولى بحفظ «ضناها» الغائب.. إلى جانب الدعاء نجح كثيرون بفضل التحلي بصفة الواقعية دون أن يتسلل اليأس إلى عقولهم في الظلام أو لحظات حلم اليقظة.. وعمدوا على الاستفادة القصوى من الوسائل المتاحة لتحقيق الهدف المنشود.. العكس في حال آخرين فشلوا فشلاً ذريعاً بسبب بعدهم عن الواقعية وربط مصير نجاحهم باتجاه واحد لا ميل عنه.. مثل شاب ربط سعادته الدنيوية وأحلامه بڤيزا إلى السعودية فقط دون أن يضع خططاً بديلة في حال فشل السفر بوظيفة راعي حتى أنه أعرض عمداً عن التماشي مع مبدأ دعم مسألة الاعتماد على الخطط البديلة.. مثل هذه التجارب أقعدت كثيرين عن إعمال التفكير ناهيك عن إمكانية الاستفادة من الذاكرة المتقدة التي تحفظ عن ظهر غيب كل أغاني الفنان الأمريكي جاكسون قبل أن يتغير لون بشرته.. كان بإمكان من فشلوا تغيير أساليب الوصول إلى المرتجى من الوظيفة.. السفر.. الدراسات العليا.. الزوجة. رسم زميلنا سامي فكرة خطط لها وسعى إليها .. قدر له أن يعود ليتزوج ويحصد أطفالاً خلطوا له طعم الحياة العملية مع واقعه السابق والحاضر.