في وقت تتحدث فيه الحكومة والأوساط الفنية عن الغناء الرسالي ومحاربة الغناء الذي يرسخ لمفاهيم سالبة.. خرج علينا الفنان الشاب منتصر هلالية بأغنية يقول مطلعها: يا الأولياء الصلاح.. سووا لي حجاب حبيبو لي علاج .. بي محايه شراب قلبي من الريد.. لا عقل لها تاب الريدة في جواي.. عذبتني عذاب لا ننكر أن الكلمات خفيفة وموزنة وتحمل في باطنها موسيقى طروبة.. ولكن ما الرسالة الواضحة التي أراد هلالية أن يصل بها للمجتمع.. لأن الواضح عندنا أنها كلمات تريد أن تعود بنا إلى زمن الجهل وتعليق التمائم على الرقاب والأيادي وهو ما يتنافى مع الدين والمنهى عنه شرعاً.. وأرجو ألا يفهم الفنان الشاب أو غيره أننا نتحدث عن أولياء الله الصالحين الذين نكن لهم محبة خاصة.. نحن نتحدث عن دعوة لممارسة طقوس لا تعني غير الجهل.. والتغني بها ما هو إلا إشاعة الجهل في المجتمع.. وما يؤسف أكثر أن بعض الفنانين الشباب دائماً ما يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.. بينما هم يزيدون الطين بلة.. لأنهم دائماً في حالة عجلة من أمرهم ولأنهم يحتاجون للنضج الفني. وطالما نحن نتحدث في هذا الموضوع وهذه النوعية من الغناء لابد أن نتحدث عن أغنية ندى القلعة الجديدة.. «خبر الشوم».. التي قالت فيها صاحبتها إنها تريد عبرها أن تعالج بعض الظواهر الشبابية السالبة في المجتمع.. ولكن مع توفر حسن النية وحسن المقصد عند ندى إلا أنها «جات تكحلها عمتها».. لأن الأغنية في ذاتها تحتاج إلى من يعالجها من الأمراض التي تحملها بين حروفها.. وتحتاج ندى إلى من يهديها بوصلة الوصول للوعي الفني الكامل.. فلا يعقل أن تكرس أغنية لمفاهيم جاهلية قديمة.. نهى عنها الدين مثل التشاؤم والتطير.. وتأتي ندى عبرهما لتصلح المجتمع.. فمن الأولى أولاً أن تراجع ندى نصوصها الغنائية أولاً وتقرأ وتفهم ما بين سطورها.. ثم بعد ذلك تقدمها للناس.. وإن كانت لا تفقه في مثل هذه الأمور فليس من العيب أن تستعين بأهل الاختصاص.. لأنه غير مقبول عندنا أن تتراجع هذه المطربة كل هذه الخطوات للوراء بعد أن قلت أنها اكتسبت من الخبرة والوعي الفني ما يؤهلها لقيادة المسيرة. عموماً مسألة الأغنيات «الجاهلة».. هذه تحتاج إلى أن يضع لها حد.. مع إعترافنا وتقديرنا لمن يقدمونها أنهم لا يريدون إلا اصلاحاً.. ولكن ليس بالجهل يتم الإصلاح.